أيا قدس كيف يطيـــب التغنّي
وفي الحنجرات يحـــــز الألم
وكيف نصد فلول الأعــــادي
ونحن شتات بدنيـــــــــا الأمم
وكيف نرجّي انتصــاراً أكيداً
ومن دون ذلك بــــــذل الهمم
وكيف سنمضي لخــيرٍ وسعدٍ
ونحن أضعنا أصـــــول القيم
رضينا التغنّي بمـــجد توارى
تلاشى مع الدّهر ثــــــم انعدم
وألقوكِ وحدكِ في اليــمّ ثكلى
فأين الإباءُ وأيـــــــــــن الشّيم
وحين أضعناكِ ضعنــا وتهنا
ونحن نعضّ بنان النّــــــــــدم
ومن قد غَزاكِ غزانــا جَهاراً
وغارت خيول العِــدى تحتَدم
ومن قد سباك سبــــانا جميعا
ودالت علينا فلـــــــــول الأمم
وها هي غزّة ظلّـــــت تنادي
تَنوح مضــــــــرّجَةً… تلتطم
أيا قدس لا تعجبــي مِن جفانا
فإن الوفاء غـــــــــــداً كالعدم
ولا تأسفي لحِمـــى قدْ تداعى
فإنّ الحِمَى قد هـــوى وانهدم
ولا تندمي لغُثــــــــــاءٍ تردّى
تشتّت وانفضّ حتّـــــى انهزم
أيا قدس كيف نلــوم الأعادي
ومِنّا وفينا العِــــــدى والرَّحِم
وأين أواصِــــــرُ ذاك التّآخي
ودَيْنٌ له دائمـــــــــــــاً نحتكم
فسيري كما قال قومٌ لمــوسى
مع الربّ صُدّي جيوش العدَم
ونحن هنا قد ركنّـــــــا قعوداً
وفي كلّ أمر بدا نختـــــــصم
فلا شكّ أنك صرحٌ منيـــــــعٌ
وأنكِ ما زلت فـــــــوق القِمَم
حميتِ العروبة دهـــرا منيفاً
ودُستِ هجير اللظــى والحِمَمْ
وخضتِ عباب المنايا شواظاً
وكنتِ على من طغـى أو ظلم
وكفْكَفْتِ دمع اليتـــامى زماناً
وصُنْتِ الحِمى والذرى والقيم
فلا تضْجَري من شظايا مقالي
لأن الأسى في الحَشى يضطرم
يقطّعني ثمّ يُبْري الحنــــــــايا
ويغرسُ في القلب نصْل الألم
ليحميك ربٌّ رؤوفٌ رحيــــمٌ
وينجي العروبة ممّـــــــــا ألمَّ
شعر: سلطان بن خليفه الحبتور