الإهداء
إلى والدي الحبيب
سلطان بن خليفه الحبتور
كم أنا فخورة بك وبأعمالك الصالحة
الخيرة يا والدي وأنت يا فخر عزتي وذاتي
الشكر إلى أمي الحبيبة التي
أمدتني بالعزم والمثابرة
وشجعتني وساعدتني على العمل في هذا البحث الخاص عن والدي
ولها خاص شكري وتقديري
إبنتكم: غايه بنت سلطان الحبتور
المقدمة
لا شك ان
مسيرة طويلة تختص الكثير من الشعر ولكل شاعر بصمه يتركها فى خطوات هذه المسيرة
ولهذا سنتحدث عن شاعر من شعراء الامارات فهو واحد من أكبر شعراء الامارات ألا وهو
الشاعر الكبير سلطان بن خليفة الحبتور فهو من أكبر الشعراء الذين لهم بصمة في
الحركة الشعرية الناشئة في دولة الامارات..
ويعتبر من
أوائل الشعراء الذين شقوا دروب الشعر في دولة الامارات وجاء بعدهم جيل يكمل
المسيرة الشعرية ولذا خصصت عن والدي بهذا البحث المميز عن حياته الشعرية وموقعه من
شعراء الامارات المتميزين والذي جعلني أتناول في البحث عن والدي سلطان بن خليفة
الحبتور فهو الأب الحنون وهوالقدوة المنيرة في درب حياتي.
انه انسان كريم
سيرته عطرة سمعته طيبة انه رجل يحب الخير ومساعدة الناس المحتاجين انه رجل البر
رجل الخير والتقوى والاصلاح. وهو أيدنا شاعر متنوع الموهبة فهو يكتب الشعر الفصيح
والشعر النبطي والشعر باللغة الانجليزية… وكما انه متنوع الأغراض فهو يكتب الشعر
الوجداني والشعر الوطني والشعر الاجتماعي.
انه يتألم
لآلام أخيه الانسان في كل مكان .. تمزقه الصراعات المستمرة التى تدمر الانسان أعظم
قيمة في الوجود هذا الانسان الذي خلقه الله وكرمه . وتجد عن شاعرنا سلطان بن خليفة
الحبتور يجمع في شعره بين العاطفة والعقل وهذا ما اقسم به اصحاب المدرسة
الرومانسية. كما تجد شاعرنا سلطان بن خليفة الحبتور متفائل في شعره حيث يرى دائما
انتصار الخير على الشعر مهما استفحل وذلك لإيمانه القوي واختلاف الظروف الاجتماعية
والسياسية وكان رجلا كريما سخيا يبذل عن ايمان واخلاص من حبه للخير.
حياته
نشأ الشاعر
سلطان بن خليفة الحبتور في دبي من الإمارات العربية المتحدة وكان والده مهتما
بالأدب وله مكتبة تحتوي الكثير من أدب التراث والشعر والتاريخ. ويعتبر عمه وأهله
شعراء نبط بارعين ولهم باع مذكور في هذا المجال …
تدرج في
المدارس الابتدائية والثانوية واكمل دراسته الاكاديمية في مصر. كان مشغوفا باللغة
العربية ، ومقبلا عليها ومشدودا لتراثها ومفرداتها ، يقرأ ما تقع عينه عليها 0
ابتداء من
العصر الجاهلي ثم الاسلامي والعصر العباسي والحديث نثرا ام شعرا ألم باللغة
الانجليزية واستعذب التعبير والشعر الحديث منها وأعجب بكثير من الشعراء المحدثين
الغربيين وخاصة الادب الرومانسى… تأثر بالشعراء المحدثين أمثال ابراهيم ناجي
وخليل مطران وابي القاسم الشابي ، نازك ملائكة ، نزار قباني ، وأغلب رواد الحركة
الشعرية الحديثة وغيرهم. اعتبر الحركة الأدبية هم من همومه الذي لم يتخل عنه ولم
يشغله أي شاغل عنه مع جميع المهام والوظائف والمراكز التي تقلدها على اعتبار ان
الادب والشعر بالذات رسالة وأمانة لابد من النهوض بها .
وقد شارك في
تكوين نواة الادباء في الامارات والمجلات الثقافية والندوات والمهرجانات التى تعقد
لمثل هذه المناسبات . وهو عضو مؤسس فى مجلة المنتدى الثقافية التي تصدر من دبي
والتي تأسست سنة 1983 م .
بدأ كتابة
الشعر سنة 1976 م حيث كان في الدراسة في مصر وحركت الغربة مشاعره وهزت وجدانه وكان
لتشجيع زملائه أكبر الأثر في دفعه وصقل تلك الموهبة.
وهذه احديى
قصائده التي قالها عندما كان في الغربة اثناء ايام الدراسة بعنوان ” حنين نحو
الوطن”:
لم بي شـــــــــــــوق ملح
محتدم نحو أرضي
وبلادي والوطن
للمـــــــزارع للجبال الشاهقة لطيور تتغنى بالشـــــــــــــجن
للشواطئ قد يحاكي المو ج فيها فــــــي خريره طاويا كل
المحن
للرمال البيض فى اعمــــــاقها كل أسرار مضت عبــــر الزمن
ياعزيزي ليـــس ما اسلـــو به غير أني راجع نحـــــــو الوطن
أصدر ديوانه
الأول وحي الزهور سنة 1978 م ولم يستسلم
للنقد بل اعطاه ذلك التحدي عزما للمضي بالتجربة ، واخذه في ذلك ايمانه الواضح
وتفاؤله في نظرته للحياة ودقة مشاعره والتزامه بصدق التعبير وتحديد الهدف . وان
الكلمة أمانة والفكر مبدأ ، وان المشاعر والخواطر هي ملك الآخرين فلابد من تذوقهم
للأدب المبدع ومشاركتهم والاستمتاع بألوانه المختلفة . يعتبر مجلسه حافلا بالأدباء
يضفي على ذلك جو الأخوة والمرح والمناقشة البناءة لشئون الشعر والحياة.
لم يكن شاعر
مناسبات ولكنه شاعر وجداني ليس لديه محاباة أو مجاملة.
يتضح لنا ان
الشاعر ذو تجربة شعرية ناجحة تأخذ بيدة لان يقف في مصاف الشعراء الذين
يعبرون عن مواقف كثيرة خير تعبير…
ايمانا منه ان الشعر هو ارقى اساليب التعبير المبدع وهو سجل لكل الحقائق التي تدور
حولنا في كل المجالات الادبية والفنية وتاريخ من مضوا ومن سيأتون بعدنا. لقد تأثر
بالشعراء الرومانسيين الذين قرأ أشعارهم لكنه تأثر مباشر.
وقد بينا فى
حديثنا عن شعر الطبيعة ان الطبيعة عنده تمثل الطهارة والصفاء وهذا يتفق مع خلق
الشاعر ونفسيته التي تميل الى الفطرة الى الحياة الطبيعة…
وشاعرنا لا يهرب للطبيعة وحيدا بل غالبا ما يصطحب معه حبيبته ليبنثا اليها همومه
وشكواه بعيدا عن الناس حيث الامان. كم كنت أحاول اعطاء صورة شاملة عن والدي المبدع
ون شعره من خلال دواوينه الأربعة حتى يتمكن القارئ والدارس الاطلاع على الثروة
الادبية بالامارات التي أصبحت تسطع شمسها في سماء اماراتنا وينتشر سناها الى جميع
انحاء المعمورة ولقد ادركت من خلال هذا البحث المتو اضع ان ثروة الامارات الأدبية
للاجداد قد ضاع منها الكثير الكثير ولم يبقى الا اليسير
وذلك لعدم تدوينه كاملا ولفقد الجزء الكبير مما دون منه.
مفهومه للشعر:
يعتبر شعر
سلطان بن خليفة الحبتور تجسيدا لمفهومه عن الشعر ، وهذا المفهوم جاء خلاصة لتجاربه
وقراءاته ، وقد حدد هذا المفهوم في قصيدته ” نبع الأحاسيس ” :
أحيا مع الشعر .. فن الشعر يأسرني
وكم أردده في الصبح والغسق
أحيا مع الشعر موسيقاه تخلبني
وكم تنآد مني في خلوة الأرق
والشعر دنيا خيال لا حدود لها
بكل لون من الألوان مؤتلق
وجنة الشعر ما اندى خمائلها
تشفي النفوس من الأوهام والقلق
والشعر لحن خفى ساحر عبق
يرتل الحب والأنغام في نسق
والشعر تاريخ أسلاف لنا رحلوا
من لم يمارسه لم يسعد ولم يذق
ويتفق سلطان
بن خليفة الحبتور مع هذا المفهوم ، لكنه يرى انه اذا كان الشعر خيالا فهو خيال ليس
مبالغا فيه، وليس ملفوفا في سحابات الغموض ، لذلك مع اللغة
الشعرية العذبة والصور الرقيقة … فهو شاعر من الشعراء الذين يعتبرون الشعر رسالة
للرقى بمشاعر الانسان ووجدانه وليس ترفا يضيع أثره بعد القائه…. والشعر عنده رفيق
الانسان الساعي الى اكتشاف نفسه والعالم الذي حوله.
ووظيفة الشعر
عنده ليست الامتاع فقط ولكنه تسجيل لتاريخ الأجداد وأحداث الأمة فالشعر عنده
ليس تهويما، ولكنه ارتباط بهموم الناس .
وتجد عن
شاعرنا سلطان بن خليفة الحبتور يجمع في
شعره بين العاطفة والعقل وهذا
ما اتسم به أصحاب المدرسة الرومانسية 0
كما نجد
شاعرنا سلطان بن خليفة الحبتور متفائلا في شعره ، حيث يرى دائما انتصار الخير على
الشر مهما استفحل الشر وذلك لايمانه القوي ، واختلاف الظروف الاجتماعية والسياسية
.
فهو رومانسي
بالمعنى الايجابي للتفاؤل والأمل ، أي بالمعنى الواقعي للتعاطف مع الحياة والعيش
مع هموم الناس .
الطبيعة
الطبيعة تلعب
دورا كبيرا عن شاعرنا رر سلطان بن خليفة الحبتور كما ان الشاعر له ذكريات جميلة
على شاطئ البحر في قوله في هذه البيات من قصيدته “شاطئ
المحار”:
أتيت البحر أستجــــلى
بلجتـــــه رجعا
من الحب أشقائي ببلواه
اتيت أستفسر الشطان عن صدف حوى اللآلي هل يدري خفاياه
هذي المحارة هل تدري بداخلها كنزا هو الكنز
أغرانا بمرآه
ما أجمل اللؤلؤ المكنون ان نضدت حباته فوق جيد عشت أهواه
والموج يحضن هذا الصخر في شغفا كعاشقيــــــن تلاقوا بعد ما تاهو
الشاعر هنا في
هذه الأبيات يبين تردده على شاطئ البحر حيث يعود اليه ليمتع ناظريه بعبابه وليصقل
الاصداء المترددة . ثم يسأل الشاطئ عما اذا كان لديه علم عما تحمل الأصداف بداخلها
ثم يسأل الشاعر هل تدري المحارة عن الكنز الغالي الذي تحمله بداخلها والذي يخدع
ويبهر بمنظره الكثير من الناس . ثم يصور الشاعر جمال اللؤلؤ وروعة ينضد ويناط بجيد
من عاش يهواها .ثم يصور الأمواج مع صخور الشاطئ .
يعدد الشاعر
الليالى التى يلجأ فيها الى الشاطئ ويهرب اليه ليقضى ليلا سعيدا يلعب بالرمال
الناعمة يعمل منها اشكالا متعددة تم يهدها ليعمل اشكالا اخرى كانه يرى ان الحياة
بناء واخرها هدم .
فالطبيعة عند
سلطان بن خليفة الحبتور أم حنون تحتضن حبه — تحتضن حبيبته فهي عنده تمثل الانطلاق
والحرية …
الطبيعة
بالنسبة لشاعرنا صدر حنون يلجأ اليه عند ما تشتد الأزمات ، لذا فهى ظاركه أفراحه
وأحزانه . وهي تمثل عئده الفطرة بما فيها من طهارة وصفاء .
وتهوى الطيور لسطح المياه
وتنقض للصيد مما ظهر
تشقشق جذ لى بذاك العراك
وتمرح في لعبها المستمر
ويرقى الظلام وعبر الجبال
يطل ضياء لنور القمر
ويهدأ شدو سواقى المياه
وأنصت في صمتها أنتظر
تجد الشاعر
متأثر بالطبيعة ومن جمال مشاهداته فيها ما رآه من العراك بين البر والبحر في صورة
الطيور التي تهوى على سطح الماء لتنقض على الأسماك التي تطفو على سطح البحر وتستمر
في لعبها ذاك العراك … هو هنا يذيع حيرة حلوة ، فهو تائه في الكون هناك في سجال
الطبيعة.. يتلفت لمناظرها الخلابه وما تحتويه من سحر وجمال. وفي تأملاته لها لا
يهدف الى رسم صورة الطبيعة انما يهدف الى وصف شعوره وحسه وحيرته في الحياة .. كما
ان في تأملاته للطبيعة يدل على انه غير مرتاح البال ..
فهو يجول
بناظريه عبر السكون وعلى الشاطئ يفكر بأمر به أهمية عنده تجمله لا يجمع أفكاره حول
موضوع معين ..
لا شك اننا بحاجة اليه
آباؤنا الاباة سمو به انفسهم
فصخر ذلك المعروف ابن من ؟
ابن جبل … فعندك الدليل والمثل
غاصت جذوره بنا الى الازل
وما التصقنا به … سوى البرهان أينما حصل
فانظر مشيئة الاله
في خلقه العظيم واعتبر
يكون الذرات في الانسان
من صلصاله الطفل
وكرم الانسان بقوة الايمان
وذلك الصوان للازل.
ينظر الشاعر
هنا الى الماضي حيث ارتباط الناس ببيئتهم الأصلية والتصاقهم بطبيعة عملهم بالحجارة
حيث البناء وانشاء السدود والقلاع … فقد عرفوا في الحجر رمزا للقوة والصلابه
لذلك سموا أبناءهم بها مثل صخر ، متمنين ان يكون هؤلاء الابناء أقوياء كالحجارة
وأشد .. ثم يطلب الشاعر النظر والتأمل فى مشيئة الله عز وجل وقدرته وحكمته في خلق
الانسان الذي كرمه الله على ظهر الارض وهو مخلوق من التراب والحجارة فأي تكريم من
الله للبشرية بأن سخر لها كل شيء في الوجود
.
لا شك اننا بحاجة اليه
نبنى به السدود والحصون والسكن
وحلية من باطن البحار
كنوزها مغمورة من غابر الزمن
اخرجها الانسان بقدرة الرحمن
قصابه الغرور وافتتن
تزينت به الحسان
أحجارها الجمان
عزيزة الثمن
الشاعر هنا
يبين أهمية الحجر في استخدام البناء وانشاء السدود والقلاع … ثم يذكر نوع آخر من
الاحجار وهو الحجر الكريم الذي يوجد تحت أعماق المياه التي يخرجها الانسان فاذا
بها زينة رائعة تزين بها الحسناوات بالاضافة الى ثمنها الغالي وقيمتها الغالية عند
نفوس بنى الانسان 0 الشاعر هنا يبين حقائق واقعة.
لا شك أننا بحاجة اليه
فعندما رقي الانسان
للقمر بقدرة الاله
تلمس الوهاد والحجر
ليفحصن الحياة
وعاد من رحلته محملا بتربة
وقبضة من الحجر
ليفهم الاسرار
في مشيئة الاله
اذن فنحن دائما بحاجة اليه
لذلك الحجر.
الشاعر هنا
يبين عندما صعد الانسان القمر وأخذ يبحث فيه عن أشكال الحياة المختلفة ففحص السهول
والجبال على سطح القمر لعله يجد حياة هناك . ثم عاد الى الارض حاملا معه ترابا
وحجر حتى يتعرف من خلال الفحوصات على كفها وأسرارها لعله يفهم شيئا من أسرار
المشيئة الربانية والعظمة الالهية .
يلاحظ في هذه
القصيدة امور كثيرة منها تاريخية ودينية وعلميه الى جانب النعم الالهية على هذا
الانسان … فالشاعر هنا حاول ان ينبه على ان للحجر فوائد واستعمالات .
القصة في شعره
نجد في شعر
سلطان بن خليفة الحبتور القصيدة القصصية التي يتبع فيها السرد القصصي في ترابط
متماسك من أول القصيدة الى آخرها وان كان لا يتبع القصة
الدرامية .. كما جاء في قصيدته ” ظلم الزمان “ ” الشندغة كانت إميرة “. ويقول
شاعرنا في قصيدته التي جاءت بعنوان ” الشئدغة كانت أميرة “
كنا صغارا عابثين
ودبي كانت مثلنا
تبدو صغيرة
نعدو على شطئانها
نلهو ونمرح
نجمع المحار، نصطاد الطيور
والشندغة كانت أميرة
والسيف ممتد الرؤى
والموج يهمس للرمال
فلا حدود ولا سدود
ولا موانئ ولا دخان
يحجبا الرؤيا النظيرة
يتذكر الشاعر
هنا جزءا من أيام حياته ولهوه عندما كان طفلا يلعب على الشاطئ يلهو ويمرح
ويجمع القواقع والمحار يصطاد الطيور .. وشواطئ دبي التي تحتضن الشندغة
بشاطئها الرملى الجميل فالشاعر هنا يصور لنا كيف كانت الشندغة وحركة الاطفال
ولهوهم على شواطئها المترامية … وحركة البحر بين المد والجزر والأمواج تهمس
للرمال فكل شيئ جميل وفي حركة دائبة فالشندغة تزخر بالنشاط والحيوية . . . ثم يذكر
كيف كانت الشندغة أيام ما كان طفلا حيث لا يوجد هناك موانع ولا سدود ولا موانئ ولا
دخان يتصاعد من السفن التي بالموانئ ويحجب الرؤيا .
واذا عرجت على البيوت
ووقفت بالباب العتيق
رأيت جدي في الرواق
هناك مفترشا حصيره
جدي الذي خبر البحار
قاد السفين
ما خاف يوما أو تراجع في مسيره
يقول هنا
الشاعر اذا وقفت بالباب العتيق رأيت جدي ذلك الانسان الذي سيحكي لك عن تاريخ
المنطقة وكان الشاعر يلفت أنظار الشباب ليأخذوا تاريخ البلاد من أولئك الاجداد وهي
دعوة الى تسجيل وتدوين ماضى المنطقة حتى يقف الشباب على ما قام به سلفهم الصالح
وحتى يكونوا خير خلفا لخير سلف… ثم يبين الشاعر تواضع الاجداد على الرغم من سعة
الرزق عاشوا على الحصير التي صنعت بأيديهم فهم كبار في أنفسهم أعزاء ، كانوا
يعتمدون على أنفسهم ركبوا البحر متلاطم الامواج وقادوا السفن لمغاصات اللؤلؤ حيث
الاهوال .. اشداء لم تقي عزائمهم أهوال البحر أو مخاطره .
يحكى لنا أيامه
أهوال ذلك البحر
مزدحما شعوره
عن رحلة الغوص الصعيب
عن رحلة المحار
في جوف البحار
وأعين الاخطار شاخصو
مغيره
الشاعر هنا
يخبرنا كيف كان جده يقصى له رحلة الغوص وصيد اللؤلؤ وكيف كانت شاقة .
كانوا أباة شامخين
ركبوا الصعاب
شقوا العباب
وسجلو تلك المسيرة
والعيش كان مشقة
وتحديات العيش كانت مثيره
يستمر الشاعر
في وصف حالة الاجداد بأنهم رجال شامخين أقوياء ركبوا البحر بسفنهم وشقوا أهواله
وان قصصهم مع البحر وتحدياتهم له كانت مثيرة وبالرغم من شظف الحياة التي كانوا
يعيشونها الا انهم معتزين بما قسمه الله لهم من رزق فهم في كرامتهم و شجاعتهم أباة
كالجبال الشامخة. فهي دعوة للانسان ان يسعى ويشقى ويصبر على كسب الرزق. تاري
هم فخر لنا
يا ليت هذا الجيل
يدرك بل ويأخذ
من معاناة الجدود
عبرا له من كل صورة
يا ليت هذا الجيل
يقرأ ذلك التاريخ
في أقسى عصوره
يبين لنا
الشاعر ان تاريخ الاجداد وماضيهم هو عز لئنا وفخر ولا شك ان في التاريخ لنا عظة
وعبرة وان الأمم اذا أرادت ان تنهض فعليها بدراسة التاريخ لكي تدرك مكامن القوة
لتتبعها ومكامن الاخفاق لكي تتجنبها . ويتمنى الشاعر من الجيل الحاضر يرجع قليلا
للماضي ليرى ويدرك المعاناة التي مر بها الأجداد في مختلف مجالات الحياة من
الاطلاع على ماضي الاجداد . ثم يتمنى كذلك من الجيل ان يدرس التاريخ وبالأخص في
العصور القاسية منه انه يدعو الى تتبع ودراسة التاريخ لكي يتمكن الشباب من الاطلاع
والوقوف على ما قام به الاجداد وما سجلوه من بطولات وما تركوا لنا من عبر . وان
الامة التي تربط ماضيها بحاضرها هي التي يكتب لها ، الاستمرار والبقاء .
الرثاء
كان معروفا فن
الرثاء عند الاقدمون ، وشاعرنا سلطان بن خليفة المبتور في حديثه عن الرثاء لم
يتحدث عن مناقب الفقيد لكنه تحدث عن أثر هذا الفقد فى العلاقات الاسرية وما احدثه
من حزن ولوعة فى نفوس الاسرة أي انه تبث عن الاثر الذي يحدث فى النفس ، محاولا ان
يخفف عما يعانيه ذويه لفقده …. ويزداد الشاعر صدقا كلمآ كان المرثي أكثر التصاقا
وأقوى صلة وأرقى منزلة بالراثى وهذا ما نراه عنده في رثاء الوالد المرحوم خليفة
سلطان الحبتور في قصيدته ” فقيد الأسرة ” :
عفت المنازل حين غبت وعافها
وهج المرور وأنت من أسيادها
كيف انتقلت الى القدير بقدرة
لبيت واعي الحق عن أوغادها
لهفى عليك وليس عندي حيلة
الا آلتصير والحكيم أرآدها
فليغفر الرحمن ذنبك وليكن
سكناك في عالي الجنان أشادها
…. …. ….
شكل الجميع بقد عطفك يا أبي
لا شك انك كنت خير رجاله
يا ليت ان المال يمنع للبلى
فلموفا نجزل في العطاء من ماله
نجد الشاعر
يتحدث عن الاثر النفسى الذي أصابة وأصاب الاسرة بفقد جدي العزيز (ظلال الشموع ) .
و
القصيدة “عروس الجنوب” من
القصائد التي تدخل ضمن اهتمامات الشاعر بالاحداث السياسية التي تهم الامة العربية
التي تعاني الازمات والنكبات … ويخرج من هذه الامة المولود للابطل من يفجر ضوء
على الطريق او يشعل شمعة في الظلام تبعث الامال وتحفز الهمم ، وتشير الى ان في
المارد الغافي بقية حياة . وقوة فى مستقبل تغير فيه الموازين
وتنقلب الحسابات ويطالب بالثأر لدماء الشهداء فى كل بقعة ضمختها دماء أبنائها .
الشعر السياسي
ان هذه
القصيدة تدلنا على مدى اهتمام الشاعر بوطنه الذي يستمد منه كل خير وعطاء … وان
القصيدة بمجموعها عبارة عن لوحة رسمها الشاعر بأبدع حيث الحب والاخاء والحدة
والتضامن…
وبدأ القصيدة
باضافة كلمة الامارات الى كلمة التآخي لان ذلك يوحي بان رابطة الاتحاد قد أقامها
الله على اساس من الاخوة… وان كلمة التآخي لها في النفس تاثير خاص يبعث الامل ..
وبين ان جمع شمل الامارات كان بتوفيق من الله عز وجل في قوله ” دعوت الله ان
يحميها” .
امارات التآخي قد تلاقت
وجمع شملها رب العباد
وأرغد عيشها من كل صوب
على درب التضامن والوداد
أهنئكم وللافراح شدو
تضافرت الجهود بكل وادي
ورفرف في السماء لنا شعار
يحلق بالمحبة والسداد
زرعنا الارض والبنيان يعلو
وثبتنا الدعائم للبلاد
وصار الشعب يجني كل خير
فخورا بالتضامن في اتحاد
ودور العلم بات لها شعاع
لصقل العقل في أسمى حصاد
وذللنا العلوم لعيش شعب
وعضدنا المطاعة باقتصاد
حثثنا السير في جد وعزم
ودربنا الشبيبة للعتاد
وغايات و أهداف جسام
يظل وصولها رهن انقياد
وحققنا التضامن فى لقاء
تردد ذكره في كل نادي
وعم الخير أرضي واكتساها
كذلك فى المدائن والبوادي
دعوت الله أن يحمي حماها
من الاحقاد أو بطش الاعادي
<![if !supportLineBreakNewLine]>
<![endif]>
نلمس من خلال
القصيدة اعجاب الشاعر بالاتحاد والتضامن والافتخار والاعتزاز بما نتج عن الاتحاد
من الخير الذي عم شعب الامارات ومن تقدم ونمو شمل جميع مجالات الحياة المختلفة ،
ومن تطور في العلم وطلبه.. وتطور في مجال الصناعة والزراعة وازدهار في المباني
والعمران . كما نلاحظ صدق احاسيسه ومشاعره الجياشة فى العاطفة التى نبعت من قلبه
فى صياغة هذه ألقصيدة بألفاظ سهلة وعذبة0
أفرد الشاعر
لنفسه بيتين يتحدث بهما عن نفسه وان كانت كل القصيدة من أحاسيسه وذلك في البيت
الثالث حيث التهنئة في المطلع والبيت الاخير حيث للدعاء الى الله بأن يحميها ويحفظ
الاتحاد من كل سوء وهذا يدلنا على عمق احساس الشاعر نحو وطنه وأمته .
في قصيدة
“علم الاتحاد” يخرج الشاعر من محيط وطنه الامارات الى أرض الخليج ككل
الى أرض العروبة والاسلام جمعاء – . . ليبين مكانة هذا الخليج الذي يعتبر جزء من
البلاد العربية المسلمة المترامية الاطراف على ساحل الخليج ذلك الخليج الصامد على
مر الازمان في وجه الزحوف الغاشمة والمستبدة المستعمرة التي لا يهمها الا سلب
الارض وخيراتها وكنوزها وحريتها وعاداتها وتقاليدها الاصيلة. .
نفديك بالارواح يا هذا العلم
هذا الخليج خليجنا منذ القدم
هذي الديار ديارنا رغم الالم
رغم الشدائب و الشتات المنصرم
كم قد صبرنا كم صمدنا كم و كم
هذي العروبة في دمانا و النغم
استهل الشاعر
قصيدته بكلمة ” نفديك “ فالفداء
لا يكون الا لشيئ غال والفداء لا يصدر الا من شخص يضحي دون النظر لقيمة المضحي به
.. والتضحية لا تكون الا لشيئ تعرض لشدة معينة يحتاج الى نصرة وحمية … والشاعر
يعتز ويفتخر بان هذه الشعب شعب الخليج هو شعب التحمل والصبر فلا فرح ولا لذة الا
بعد الانتصار على الشدائد بالصبر والشجاعة . ثم صرح بان العروبة في دمه .
تاريخنا صرح عريق ملتحم
لن يطمسوه فعندنا نار ودم
سندك بالحمم اللوافح من ظلم
وهناك سوف نشيده فوق القمم
ويحفه زهر الربيع المبتسم
في هذه
الابيات يعود الشاعر الى الماضي الاصيل الى تاريخ هذه الامة وما كانت عليه في سالف
الازمان . ويرى الانسان به صرحا مجيدا 0 تشده الى بعضه وحدة قومية لن تطمس معالمها
مهما حاول الاعداء جهدهم . وان حاولوا فالقوة تنتظرهم والقنابل في وجوه الظالمين .
وبذلك يشاد هذا المجد ويعلو البنيان لهذه الامة ويسطر تاريخها بحداد الشرف والعزة
والتضحية .
يا وحدة الاوطان حققت الحلم
ورفعت هامات الرجال ، وبالهمم
نبني الخليج وبالسواعد نقتحم
لنعيد مجدا كاد يفنيه العدم
نفديك بالارواح يا هذا العلم
يتكلم الشاعر
هنا عن حاضر الوطن ومستقبله ، فالحلم الذي كان قد أصبح حقيقة وقعة فتحدت اجزاء هذا
الوطن وظهرت للعيان . وذلك بسواعد الرجال المخلصين الذين رؤا بالاتحاد الهمة والنشاط
.
وشاعرنا لم
يقتصر شعره على أرض بلده فحسب . بل
مد آفاق شعره الى حدود أبعد من وطئه
ليصور الاحداث السياسية أحداث الوطن العربى ويشاركه فى أحزانه كما جاء في قصيدة ” وقع السادات
“:
وقع السادات صلحا ام حروبا بربرية
وقع السادات حلفا مع فلول همجية
وقع السادات نسفا للأماني الوطنية
سطر السادات سخطا وخيانات عبية
بدل البسمة بؤسا ورزايا واسية
شنق الفرحة فى كل القلوب العاطفية
زرع الشر بأرض لم تزل بعد نقية
غرس السادات سيفا وسموما جاهلية
قوض الخير لشر ورعونات ردية
بدأ الشاعر
هنا في قصيدته بتساؤل عن عمل السادات هل هو صلح ام هو حرب ثم اكد في
اسلوب اخباري بانه حلف مع الاعدء 000 وقد استبد فيه رأيه دون أن يستشير أحد ودون
ان يتريث في اتخاذ القرار.
عزل السادات قومي وتباهي بالقضية
عزل السادات مصر عن شعوبية عربية
عزل الام عن الابناء يا شر البلية
قسم الصف ومازال يصفي في البقية
وقع السادات في الاسر ويا هول الرزية
أنكر الذات ونادى بمزاد للرعية
مد للاعداء كفا تبتت الايدي الخفية
يستمر الشاعر
في سرد النتيجة ان عزل أهل مصر عن العالم العربي متباهيا بما يصنع ومزق جسد الامة
الواحد … كل ذلك حدث عندما مد يده لمصافحة أعداء الله على مائدة المفاوضات
. وتبت مقتبسة من القرآن فى قوله تعالى
” تبت يد ى ابي لهب وتب “.
سلطان بن خليفه الحبتور
يشدو للزمن
سلطان بن خليفة
المبتور واحد من شعراء الامارات الذين يحملون هموم بناء الثقافة في وطنه ويعمل
جهده في تأسيس هذا البناء سواء بالكلمة الشعرية أو بالمشاركة في المشروعات
الثقافية وتشجيعه لها … انه شاعر يؤمن بضرورة تضافر كل الأدباء للمشاركة الفعالة
فى تنشيط الحركة الثقافية عمليا .. من هنا يأتي اصراره على اصدار دواوينه الشعرية
ايمانا منه بأنها مساهمة عملية فى اثراء الحركة الثقافية في الامارات .. سلطان بن
خليفة المبتور على المستوى الانساني مخلص في عمله اذا اقتنع بفكرة آمن بها وسرعان
ما يتحول هذا الايمان الى عمل ايجابي .. دون الوقوع في هرطقات الجدل الذي يضيع
الجهد .
هذه الصفات
جعلت منه شاعرا يحتل مكانا على الخارطة الثقافية فى الامارات 0 . فهو شاعر يأخذ
نفسه بالجد 0 0 يحتضن عمله الفنى خطوة خطوة ونعايشه معايشة كاملة .. منذ بزوغ
الفكرة حتى خروجها الى حيز التنفيذ .. يراجع نفسه كثيرا .. ليغير لفظة هنا ولفظة
هناك.. ولهذا نجده يتطور تباعا في كل ديوان من دواوينه .
وشاعرنا سلطان
بن خليفة الحبتور اتخذ الرومانسية اسلوبا في قصائده ولكنه ليس بعيدا عن هموم
الانسان العربى فما أكثر قصائده فى دواوينه التى صور فيها قضايا وطنية واجتماعية
.. وليست الرومانسية في شعره العاطفي فقط بل فى شعره الوطنى لأنها اصبحت اسلوبا
يكسب شعره العاطفى والوطنى رهافة وشفافية ، و سلطان بن خليفة المبتور يجمع في شعره
بين القصيدة العمودية والقصيدة التفعيلية
ايمانا منه بأن الشعر الجيد لا يتقيد بشكل معين لأن المسالة ليست مسالة الشكل
ولكنها في الأساس مسألة فنية الشعر ومضمونه ، وشاعرنا يدرك تماما وظيفة الشعر بأنه
تعبير عن احساس ومشاركة الآخر ولذلك فالشعر ليس تعبيرا عن ذاته فقط ولكنه تعبير عن
الهو/ الفرد / والمجتمع ، ولذا تحول الشعر الى هم من همومه ، تعبير عن افراحه
واحزانه .
وشاعرنا سلطان
بن خليفة المبتور يؤكد في ديوانه “شدو الزمن” على وظيفة الشعر
والشعر حكمة من مضوا من قبلنا يبقى التراث وكل شيء فان
دعني من الشعر الرخيص ونكره هذي وتهـــــــويم وسوء بيان
دعني ومن يلغون في اشعارهم فكلامهم ضرب
من الهذيان
والديوان يضم
بجانب القصائد العاطفية قصائد وطنية واجتماعية “العيد فى الغربة” ، “اميرة
مأرب” ، ” يا أمنا “، “الفرس للوطن” ، “صرخة الثأر ” .
وقد اشتمل
الديوان على عمل فني رائع وهو أوبريت شعري غنائي في ثماني لوحات تصور مراحل تطور
الامارات من عصر الجدود حتى الآن..
شارك به الشاعر
في المهرجان الختامي للأنشطة المدرسية عام 1987 م
وقد عرضت على مسرح المركز الثقافي بالشارقة . وقد جاء هذا الأوبريت خطوة
هامة تؤكد اصالة الشاعر وقدرته الفنية .. خطوة تدفع به الى كتابة أعمال أخرى كبيرة..
مهداه من احدى
قصائده التي شارك فيها في المهرجان الختاس للامحشطة المدرسية :
نشيد الأطفال (هيا بنا )
يا إخوتي تعلموا
وسارعوا إلى البنا
هيا بنا
هيا بنا
نحن أطفال صغار نتبارى للنجاح
بذل الجهد لعلم في
طريق للفلاح
كلنا.. عزم وجد وتفان
وكفاح
يا إخوتي تعلموا
وسارعوا إلى البنا
هيا بنا
هيا بنا
أشرق الصبح فهيا يا رفاقي للنشور
واسبقوا النور وسيروا في
سرور وحبور
أمة العرب هنيئا نحن
أحفاد الصقور
يا إخوتي تعلموا
وسارعوا إلى البنا
هيا بنا
هيا بنا
احمدوا الرب وكونوا في صفوف الحامدين
واطلبوه كل صبح فاز
سعي الطالبين
حقق الله الأماني وهدانا
لليقين
يا إخوتي تعلموا
وسارعوا إلى البنا
هيا بنا
هيا بنا
ثمة محوران
كبيران يحتويان ديوان ( شدو الزمن ) للشاعر سلطان بن خليفة المبتور.. وهذان
المحوران يتوازيان في قصائده الديوان دون أن يلتقيا ممتزجين في
غلاله شعرية واحدة . فالوطن له قصائده ولوحاته التي تعبر تعبيرا دقيقا عن رغبة
الشاعر المحبة في رسم صور متتابعة لمراحل العناء والرخاء التي عاشها المجتمع
الإماراتي في مسيرة الزمن الطويل حتى عايش عصر النفط — الرخاء. ومن ثم تصبح
الإحالة إلى المقدمة مدخلا عضويا إلى هذه الصور — اللوحات . فالصور لوحات حية
(ونبضات ناصعة من تاريخنا المجيب مجسدة في لوحات عديدة تتحدث عن رصيد عزيز علينا
نفتخر به ) كما انها ( محطات للإمعان والتبصر والموعظة من منظور حركة الانسان في
وطئه ).
.. وحركة الانسان
في فعله وتوقه الى الأفضل هو ما يميز هذا المحور الذي شغل الشاعر ، انطلاقا من أنه
محطة للتبصر والإمعان … فالبرغم من خصوصية البيئة وتميز إنسانها ، إلا أن المعنى
العميق يتجاوز آفاق الأرض ليحتضن شوق الانسان في حركته الزمانية العامة والمكانية
أيضا… إلى الأفضل والأسمى. واللوحات الشعرية تعكس صور الانسان في صراعه اليومي
وفي فعله الآني — لتوضح في انسياب شعري يتسم بالسهولة اللفظية ، والتركيب اللغوي
السريع ، والتدفق الموسيقي المتنوع ، مدى التطور والتقدم الذي أحدثه الإنسان في
فعله اليومي المستمر ..
والشاعر في
تناوله الفني لهذ الفعل ، يرصد في تسجيل مدروس المتغيرات الحياتيه ليخلق رابطا
فنيا وفكريا بين الزمن — الحياة وبين الانسان — الموقف.
هذا الارتباط
يشي بصراع كامن تستدعيه تلك الثنائيات الصغيرة .. شدو الزمن هو المهرجان الأول من
نوعه ، يجري لقطات حية لمراحل مختلفة من التاريخ العريق ، ينبض بالوفاء والعرفان
في رصد امين ، امتدادا لعصر الجدود حتى الآن ، ورصيد ثمين نعتز به لمراحل الكفاح
المتميز في لوحات غنائية مسرحية شيقة ، تجسد مدى صلابة الانسان ودوره في صنع ومجرى
الحياة في وطنه وأهمية تطويع وتحديث الامكانات والطاقات وتوظيفها لخدمة المجتمع ،
انه لنموذج حي يحتذيى به.
حينما تتضح
الأهداف يهون في سبيل تحقيقها الغالي والنفيس ، فحمدا على توفيق الله لنا جميعا 0
أيها الناس تعالوا واسمعوا شدو الزمن
إنما التاريخ نور وحياة ومحن
يا صديى الماضي تحدث بترانيم وفن
وأعد يوما مجيدا لجدودي و الوطن
نحن جند للوطن
نحن جند للوطن
فدعوا التاريخ يحكي ويغنى بالنشيد
ودعوه يتباهي يذكر الماضي التليد
واستمدوا من ضياه عبر
العهد المجيد
أيها النشء تفاخر بجلال للجدود
نحن جند للوطن
نحن جند للوطن
التاريخ ينقدم ليسرد عليكم قصة
الكفاح المجيد للامارات ..
احمدوا الرب كثيرا فاز فعل الحامدين
كان غوصا و زراعة وحصاد الصائدين
فرخاء واتحادا بجهاد الباذلين
وأتى العلم منارا جل هادي المؤمنين
نحن بالعلم بنينا صرح مجد للوطن
ومع الفجر بدأنا عزمنا فوق المحن
نشيد الطفولة في مهرجان الطفل
أقرت اللجنة
العليا المنظمة للمهرجان الثاني لثقافة الطفل والذي يقام في الثامن من فبراير المقبل
نشيد المهرجان، وعمم النشيد على كل مدارس الشارقة . النشيد سيقدم
في الكرنفال والحفل الفني وهو من كلمات الشاعر سلطان خليفة وألحان يوسف الشريف .
ويذكر ان تليفزيون الامارات من دبي يسجل النشيد اليوم حيث سيشارك في الرقصات
40 طالبا وطالبه ويشرف على تنفيذ الرقصات
مصطفى درويش وماهر الشناوي.. وقامت ادارة التربية الرياضية للبنات بتجهيز
التشكيلات المصاحبة للنشيد .. شارك فى الرقصات طلاب مدرستي ابن خلدون واشبيليه
بالشارقة ..
وتقول كلمات
النشيد:
نحن بالعلم بنينا صرح مجد للوطن
ومع الفجر بدأنا عزمنا
فوق المحن
في طريق الخير سرنا وتحدينا الزمن
…
يا بلادي.. يا بلادي.. يا
بلادي..
نحن أزهار تنادي تعامى للقمم
كانا جند البلاد في تفان وهمم
حقق الله مرادي أمتي فوق الأمم
…
يا بلادي.. يا بلادي.. يا
بلادي..
أحفظ اللهم أرضي من شرور الطامعين
ثبت اللهم خطوى واعني يا معين
,انر بالحق قلبي أنت نوري و اليقين
…
يا بلادي.. يا بلادي.. يا
بلادي..
الزهد
ان نقطة الزهد
هو الاحساس الديني المنعكس على سلوك الانسان في حياته ، وهذا ما نراه عند شاعرنا
فالوجدان الديني عنده قوي مما يجعله متفائلا دائما يدعو الانسان الى اللجوء الى
حظيرة الدين فهي الملاذ الوحيد الذي يحمي الانسان من التشتت والضياع ويهديه الى
طريق الخير والرشاد وسمعته الطيبة وسيرته العطرة — انه رجل البر والقوى .
وهذا اللون من
الشعر يحتاج الى تجربة طويلة والى عمر مديد ولكن شاعرنا هذا انضجت
تجربته الحياتي في سن مبكر … واخذ ينظم من الشعر ما يجرى مجرى الحكم والمثال .
ان الزهد خلق
كريم اذا تربى عليه المؤمن. لكن الزهد الذي لا يكون فيه افراط ولا تفريط بل يتخذ موقف
الوسط ، فأمة الاسلام أمة الوسط .
حياة كلها كر وفر
وعمر بين ذلك قد يمر
وعيش لا يطيب بغيروهم
من الآمال نحسبها تسر
ويمضي الناس في ركب الليالي
وركب الدهر حلو ثم مر
تعلمنا الحياة فنون درس
ومن درس الحياة فلا مفر
ومن يغتر بالدنيا تضعه
وتخلف ظنه والحلم قفر
يستهل الشاعر
قصيدته بالحديث عن هذه الحياة التى أحيانا الله ايها لنتزود منها لدار الخلود ،
وقد أوجد الله عز وجل المتضادلات فما من شيء ضد في هذه الحياة فالحياة يقابلها
الموت ، والسرور يقابله الحزن .. والحياة كما يقولون يوم لك ويوم عليك … فكل
الناس في حياتهم يتعرضون الى الشدة والفرح والمرور والعكس .
ولهذه
المتعاكسات هدف رباني ، اذ ان الله عز وجل لم يوجد شيئا عبثا دون غاية فالانسان
لولا الحزن ما عرف لذة الفرح ولولا الفقر ما عرف لذة الغنى ولولا المرض ما شعر
بنعيم الصحة .
لكل انسان
آمال وتطلعات ويسعى جاهدا لتحقيقها لكنه لا يدري في أيها يكون الخير اذ قد تحول
الى عكس ما يتمنى الانسان . وهذا ما يذكرني في قول الشاعر :
ليس كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
لكن على
الانسان المسلم ان يؤمن بقضاء الله وقدره حلوه ومره ويرضى بما قدره الله له . لكن
عليه ان يعمل ويجد ويجتهد وبعد ذلك يتوكل على الله ، فالمسلم ياخذ بالاسباب
والنتائج على الله .
والغرور يصيب
كثير من الناس فقد يغتر الانسان لمال حصل عليه أو لجاه او لمنصب دنيوي … وقد
يزداد غروره فيبعد عن عبادة ربه وقد يزيد فى طغيانه بان الحياة
ستدوم له وان النعيم الزائل الفاني سيبقى له لكن لو فكر كم سيعيش … فمصيره ملاقي
ربه ليس معه الا عمله . والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم
*
الأسلوب:
ذا كان
الاسلوب هوالرجل كما يقولون فنجد الاشارة الى ان شعر سلطان بن خليفة المبتور يتفق
مع شخصيته فشاعرنا يتسم بالهدوء والرزانة، يتسم بالصراحة في علاقاته مع الناس، ان
الناس عنده عالم يسبح فيه ليسير اغواره ويقف على حقيقة شاعره ويرجع ذلك الى طبيعة
عمله التجاري الذي يصبغ لوكه بالاخاة، والصدق في المعاملات، لهذا نسمع في شعره صوت
العقل بجانب العاطفة.
ويتسم شعر
سلطان بن خليفة الحبتور بالعفوية فهو مناحي القريحة، يقول الشعر بالطبية يجمع بين
الموهية والعلم الذي يحصله بمداومة القراءة ليسجل تطورا في مراحله الشعرية دائما..
كما يمتاز
شعره ايضا بالبساطة والصور المفهومة… ايمانا منه بان الشعر لابد ان يصل الى
القارئ ويفهمه ليؤثر فيه. ووسيلة ذلك بالوضوح وليس بالمغموض الذي يضر بالشعر ويقطع
ما بين الشاعر وقرائة.. فشعر سلطان بن خليفة الحبتور يؤثر في القارئ بعذوبته
وسلاسته وشفافيته.
ان أهم سمة في
شعره انه متطور فالمتتبع لشعره من خلال دواوينه العشرة يلاحظ ان الشعر لديه متطور
في اسلوبه وافكاره واغراضه فقد طرق عدة مواضيع وقد اعتنى بانقاء الالفاظ الجذلة
التي تناسب الغرض المنشود الذي قيلت فيه القصيدة.
والالفاظ سهلة
ندر ماكان فيها يدل غرابة في اللفظ والمعنى احيانا ونرى تكراره لبعض الكلمات في
كثيرمن القصائد.
كما ان الشاعر
سلطان بن خليفة الحبتور تمثل للصورة لشعرية وصياغته لها في اطار خاص وبكلمات خاصة
تخرج من دائرة التقليد الى دائرة البدء في شق طريق خاص له ملامح المميزة اي الصفة
المحلية التي نكاد نفتقدها عند كثير من شعراء الامارات الذين يغلب على شعرهم
الطابع القومي.
أسماء
الدواوين:
وحي الزهور
همس الجراح
هنا همسات
ذرات الحنين
رذاذ الأماني
صدى البيداء
شدو الزمن
إبداعات نبطية
بوح الخوافي
فيض الشجون
<![if !supportLineBreakNewLine]>
<![endif]>
حوار مع الشاعر
س
1 : ما هي مراحل ميلاد القصيدة عندك ؟
ج 1 : تأتي القصيدة
لمناسبة او خاطرة تؤثر في الشاعر وتهزه من الاعماق ، وتمر بارهاصات عديدة لبلورة
الفكرة والرسم بالكلمات مع الانتقاء الجيد والابداع لفظا ومعنى وتصويرا واحساسا
وتجسيد كل ذلك في تسلسل مترابط شيق ليشد القارئ الى صور مثالية حساسة شفافة في
خيال اقرب الى الحقيقة وحقيقة اقرب الى الخيال.
س
2 : ( أ ) ما هي متاعب الشهرة لديك ؟
(ب) وهل ائت راضي عما كتبت ؟
ج 2:
( أ ) الحقيقة
انني لم اعتقد في يوم من الايام السعي في النفع المادي او حب الظهور عن طريق الشعر
، ولدي كثير من القصائد التي تتحدث عن فلسفة الشعروالشعور لدى وامانة الكلمة
واهمية نقلها الى الورق لأنها ملك للاخرين والاستمتاع بذلك بكل تجرد وصدق ، والشعر
رسالة خالدة ، فمن يرجع لتلك القصائد يجد الجواب الشافي .
(ب ) صحيح
انني بذلت اقصى الجهود للوصول لهذه الغاية وتطور حركة الشعر في الدواوين تؤكد هذا
، مع رأي النقاد والذين تعرضوا لذلك واشكرهم لانصافهم فيما وصلوا اليه ، الا ان
طموح الشاعر يجعله يتطلع دائما الى الافضل ولا يقنع لما وصل اليه والا معنى ذلك
انه توقف .
س 3 : هل ترى
النقد ضرورة ام تراه ضارا احيانا ؟
ج 3 : النقد
الهادف والمبني على اسس ومنطق والتزام وانصاف مطلوب دائما ومفيد وفي شتى ميادين
الحياة ، فلا غنى في الشعر عن النقد المتخصص لمن يجب ان نسميهم نقاد الا ان النقد
مدرسة قائمة بذاتها والثقل اصبح علما .
س
4 : هل مارست الرسم ام اكتفيت بالرسم بالكلمات ؟
ج 4 : مارست
الرسم وانا طالب وكنت محبا لفنه والتشكيل بالالوان الا اني لم اواصل تلك الموهبة
بعد الثانوية 0
س
5 : ماذا تفعل في وقت الفراغ ؟
ج 5 : ليس لدي
وقت فراغ بمعنى صحيح لأنني امارس هواياتي المختلفة كالقراءة والكتابة والرياضة بعض
الاحيان وكذلك الاشراف الزراعي والاستمتاع بالانتاج
الزراعي والحيواني .
س
6 : هل لك فلسفة خاصة في الشعر والحياة .. وما هى قضيتك كشاعر وكانسان ؟
ج 6 : فلسفتي
في الشعر تحملها كلماتي وليس لدي اضافة — اما في الحياة فاني امقت الظلم بكل
الوانه ، واتمنى ان يكون العالم مثاليا في كل تصرفاته نظريا وتطبيقيا وان يسود
العقل والنظام والقانون والمنطق تصرفات البشر .
س
7 : الم تحال ان تقتحم مجالات ادبية اخرى غير الشعر ولماذا ؟
ج 7 : هوايتي
الادبية اقتصرت على الشعر ، ومجال الشعر كبير والوانه عديدة ومشاربه متنوعة وكثيرة
وتاثيره لا حدود له على مستوى الجماهير ، وكتاباتى متعددة في الشعر البيتي والحديث
والشعبي والابداع في هذا كله ومتابعة تطوره شئ لا يستهان به ، وهناك من يريدني ان
اتخصص في نوع واحد فقط وانا ارفض التقوقع او التحديد وانا الك المقدرة والادوات في
هذه الميادين .
س
8 : حدثنا عن مسيرتك الشعرية منذ بدأت الكتابة حتى الان وما هو شعورك الى
ما وصلت اليه ؟
ج 8 : انا
فخور برسالة الشعر من البداية والى النهاية وكم تغمرني السعادة لاقبال الجمهور على
كتاباتي واشعاري ونفاذ كتبي من المكتبات ما هو الا دليل ان الكلمات الصادقة لها
تاثير وان الجمهور يعيش عذوبة الكلمة وصدق التعبير وهذا بحد ذاته انتصار وشهادة
للمضي قدما على طريق الكتابة والمزيد من البذل والابداع سواء على مستوى الامارات
او على مستوى الخليج ، وان يحقق الانسان مركزه في الساحة الثقافية مع الزحم المادي
امر يدعو للاعتزاز .
س
9 : هل تذكر اول قصيدة قلتها ؟
ج 9 : ليس
بالتحديد ولكن هذه من اوائل قصائدي :
سأكتب حتى يمل القلم
وابذك حتى يضج الالم
مداوى شابيب هذا الندم
وقوتي سهاد به اصطرم
س
10 : ما هو انطباعك عن القصيدة الحديثة ؟
ج 10 : مفهومي
للقصيدة الحديثة هي تلك القصيدة الملتزمة بالتفعيلة الواحد حسب الدفقة الشعورية
فلربما يطول استعمال الشاعر لتلك التفعيلة بغض النظر عن بحور الشعر متجاوز القيود
للتعبير عن الفكرة والتشكيل بالكلمات .والقصيدة الحديثة نقلة: مقبولة في الاسلوب
الحديث واكثر مرونة في الاستخدام والتصوير واكثر حرية في تشكيل الصور ، وقد استفاد
المسرح منها بشكل جيد ومبسط للجمهور وسهولة الاستيعاب ، اما غيره من الشعر الحديث
فانا لا استسيغه ولا اقبله .
س
11 : المرأة الاماراتية اين هي على ساحة الادب في الامارات ومن منهن تعجبك
كتاباتها ؟
ج 11 : ( أ
) اتمنى ان تتاح الفرصة اكثر للمرأة
الاماراتية في الكتابة وان يكون التوجيه صحيحا والتشجيع كذلك ، فنحن بحاجة الى
الاخذ بيد الشبيبة وتشجيعهم للكتابة والنشر ، الصحف الحالية محدودة التشجيع
للمبتدئين ونحن بحاجة الى طبقة من المواطنين في القسم الثقافي لهذه الصحف وان
يكونوا متخصصين لدفع المرأة المواطنة لهذه التجربة كما لنا بحاجة ان نرى انتاج
المرأة وان يكون مطبوعا في مختلف اوجه الادب حتى يكون تحليلنا وحمنا صادر عن نشاط
مسجل فلابد ان تسير الامكانات لجعل الانتاج وطبعه والاستفادة منه .
تبقى نقطة
مهمة في تطوير نشاط المرأة الادبي ، ان المجتمع المحافظ لا يعطي الفرصة للفتاة ان
تناقش زميلها الشاعر فيما تحمله من تجربة . وهذا الحاجز يعتبر مانعا لصقل الموهبة
تبادل الاراء والابحاث والمراجع والنقد الهادف ، ربما نزول هذه العوائق مع الزمن
اما الادب والشعر يحتاج ان يكون عصفورا طائرا لا محبوسا لانه لم يخلق كذلك .
( ب) كل ما
قراته عن الانتاج الادبي للمرأة الاماراتية كان محدودا وقد اعجبني ديوان زمن
الغربة لرؤى سالم ، واعجبني اسلوبها لصدقه ورتابة كلماته ويمكن ان يتحسن للافضل
بعد صقل التجربة .
وهناك كتابات
متفرقة على الصحف واعتقد الامكانيات متوفرة والخيال خصب واذا غطيت الملاحظات التي
تعرضنا لها .
س
12 : ما الفرق بين الشعر القديم والحديث ؟
ج 12 : الشعر
القديم ملتزم بالبحر الواحد في القصيدة ، اما الشعر الحديث فقد خرج بامكانية
استعمال تفعيلة واحدة وتكرارها حسب الدفقة الشعورية للشاعر ، ولربما يطول استعماله
التفعيلة وهو ما تسمح به الحداثة وبذلك فقد هشم الحواجز واعطى حرية اكثر للشاعر
للتصوير والتشكيل ، ويوجد في الوطن العربي من يستسيغ هذا النوع من الاشعار.
س
13 : كيف ترى الحركة الادبية في الامارات ؟
ج 13 : التوجه العام هو توجه رياضي بحت وخاصة
كرة القدم ، وقد اخذت الرياضة اكثر مما تستحق وعلى حساب النواحي الاخرى والمهمة ،
والخسارة على المستوى الثقافي والادبي خسارة كبيرة يجب التنبه لذلك ، لان بناء
العقل مهم جدا وتراث الامة ثقافيا أخلد من الكرة ، وتقاس الامم دائما بما حققته
على ساحة العلم والفكر والادب وخلاصة البذل وانتاج المفكرين ، فنحن بحاجة الى
الثقافة للثقافة وتحسس مواطن الضعف ومعالجة الموضوع قبل فوات الاوان حتى لا تبقى حضارقا حضارة
هياكل اسمنتية جوفاء.
ماذا قالت الصحف عن الشاعر
مجلة المنتدى -30 –
قراءة في الشعر
سلطان بن خليفه الحبتور
بقلم : محمد قلعجي الامارات
يظل الشعر سيد
الفنون الادبية ، وعصارة الشعور الانساني المطلق ، ومرآة الانسان والعصر ، ويبقى
الشعراء مثار جدل بين مستحسن ومستهجن كل على هواه ، ولكن الجميل يبقى جميلا .وتبقى
القضية قضية شعر او لا شعر.
والشاعر (
سلطان بن خليفة الحبتور ) من الشعراء القلائل الذين استمروا على طريق الشعر في
دولة الامارات، فوسائل الإعلام تنشرالكثير من الاسماء ولكن الاسماء الباقية في
الذاكرة قليلة .. والاسماء التي اصدرت مجموعات شعرية هي كذلك قليلة..
وهناك فرق
كبير بين من يكتب الشعر ويسير بخطى متئدة واثقة وبين من يقفز على الاسلاك ويطير
على الحواجز محلقا في الضباب متخبط الرؤيا .. وفي هذه القراءة لنتعرض للشعراء من
مختلف اتجاهات ولكن الذي يهمنا ان ننظر الى ادب هذا الشاعر الذي يعمل بعيدا عن
الاضواء والدعاية والتطبيل والتزمير. يعصل بصمت . ويتكلم في هدوء.. فقد اصدر
الشاعر سلطان بن خليفة المبتور ثلاث مجموعات شعرية وهي على التوالي :
وحي الزهور –
همس الجراح – ظلال الشموع
مجموعة وحي
الزهور التي صدرت بتقديم الشاعرشهاب غانم فيها عن الأهمية الكبرى لصدور ديوان شعر
جديد في الامارات، الأمر غاية في الأهمية فالتقدم الفكري يتابع التطور العمراني
والطفرة الحضارية لحفت بها طفرة فكرية ورغم السرعة التي يمتاز بها العصر الا ان
الشاعر يجد بعض الوقت ليعود الى نفسه 0 ويتحدث الى غيره حديث النفس والذات
والمجموعة فيها خمس وعشرون قصيدة، يقدمها الشاعر ” الى كل وردة عطرة أو فلة
خضلة” كما يهديه “الى كل عزيز محب ساهم في تشجيعه وتحريضه لمتابعة
الكتابة “.
ويعترف الشاعر
بائه حاول ان يكتب بكل صدق ، فأجمل الشعر ما كان صادقا ، وما خرج من
القلب.. كي يدخل بصدق الى قلوب الآخرين والشعر حين يتدفق من الذات يصبح
ملكا للآخرين حيث لم يعد ملك الشاعر .. بل ملك الجمهور .. واصحاب الكلمة والنقاد.
ومجموعة وحي الزهور
للشاعر سلطان بن خليفة الحبتور تحتوي على كلا النوعين من الكتابة الشعرية ،
الكلاسيكي والتفعيلة ، كمجموعتي الشاعر الأخريين ، ويبدو ان الشاعر لا يزال يصر
على الطريقة الكلاسيكية ليظهر لنا قناعته بهذا النوع من الشعر 0 ويبدو ان الشعر
يفرض نفسه على الشاعر ، والبداية هي التي تدعو الى
اكمال القصيدة في الشكل الذي انطلقت به منذ البداية . وطبعا هذا رأي خاص بي ولكني
اعتقد ان الشاعر ملتزم مع مطلع القصيدة التي تحدثه بها نفسه الشاعرة .
ان الشاعر يكتب
في مواضيع عديدة ولكن -غالبية القصائد في الوجدانيات الى حبيبة او صديقة ، بشكل
عام الى المرأة ن والمرأة ليست الشيء القليل في حياة الانسان الا انها كل شيء في
شعر الحبتور وهو من خلال قصائده هذه يعطي بعض اللمحات
الانسانية والآراء الاجتماعية 0
مجلة زهرة الخليج
نافذة على الثقافة
ذرات الحنين
ديوان جديد للشاعر سلطان بن
خليفة الحبتور
عرض وتقديم : رجأ ء شاهين
و.. الى النور يخرج ديوانه الشعري الرابع
يحمل بين ثنايا سطوره ذلك الهاجس الملح
الدائم في كل دواوينه السابقة .. هاجس الحب والخيال والنقاء .. حتى الجد عنده ملفوف
بأوراق الحب .. مغلف بعطر الياسمين .. سابح .. هائم بأجنحة الجمال والشفافية ..و..
يثور على الساحة الادبية سؤال .. اسئلة :هل من الممكن ان نعيش الحب في زمن الحرب ؟
هل يجدي غصن الزيتون ليد يجب الا تحمل غير
بندقية وقنبلة حارقة ؟ هل من المنطق ان نفتح عيوننا للنور والدنيا من حولنا ظلام
ودمار وقتال ودماء وبشاعة ؟ و.. هل يعتبر الشاعر الفنان خارجا على هموم وطنه
متجاهلا لها متقوقعا على ذاته ان تحدث من بين ما يتحدث به او كتب من بين ما يكتب
شعرا وجدانيا رقيقا ؟ او .. هل من الممكن ان نفرض على الشاعر موضوعا بذاته ؟
الديوان
الرابع الذي اثار كل هذه الشجون على الساحة الادبية هو ديوان ذرات الحنين للشاعر
سلطان بن خليفة الحبتور .. سبقته دوواين ثلاثة تحمل عناوين على نفس المستوى من
الرقة والعذوبة والشاعرية “وحي الزهور ”
، ” همس الجراح ” ، ” ظلال الشموع ” .. وشاعرنا مثل
كل الشعراء الكبار .. الشعر عنده فطرة وموهبة واحساس وترانيم تبحث عن اذن صاغية.0
الشعر عنده لا علاقة له بدارسته التخصصية ولا بعمله : فدراسته عسكرية وعمله : رجل
اعمال شغل مناصب مهمة قبل ان يتفرغ لاعماله الكثيرة .. فكان وكيل وزارة وكان عضوا
بالمجلس الوطني .. اما الشعر والفن فهو حياته و هو المحطة الفكرية التي يستريح
فيها من متاعب الحياة العملية اليومية .. وتحلق معها روحه في افاق الابداع محررة
من كل اسر وقيد .. ايام الدراسة الثانوية كان مولعا بالرسم ودراسة اللغة
الانجليزية وقراءة الشعر .. وفي الغربة ايام استكمال دراسته العليا بالقاهرة تحركت
في نفسه شجون الحنين الى الوطن فامسك الورق والقلم وسجل اول سطور
شعره .. وتطورت بدايته او ترانيمه كما يحلو له ان يسميها الى محاولات ابداعية غنية
صقلتها تجربته ودراسته المتعمقة لتراثنا الشعري العربى ومخزونه اللغوي وقر اءاته
الكثيرة المتنوعة .. هجر الشاعر الرسم هوايته الاولى والتصق بالشعر لا يتركه ولا
ينأى عنه .. في منتدى ادباء الامارات بالقاهرة ، في مجلس الشيخ صقر القاسمي الذي
كان يضم عددا كبيرا من الشخصيات مثل د. سعود القاسمي وتريم عمران وعبد الرحمن
الرستماني وغيرهم غرد البلبل بدايات اناشيده وانغامه .. وفي الندوات الشعرية وجد
من يسمعه ويطرب له ويحمسه على الاستمرار .. فاتخذ قراره الذي ظل
مخلصا له حتى اليوم
سأكتب حتى يمل القلم
وابذل حتى يضج الالم
ومن يومها لم
يمل قلمه بل ظل مشرعا يسجل اولا بأول كل مشاعر الفنان واحاسيسه .
سفير فوق العادة
من يدخل الى
شعر سلطان بن خليفة الحبتور ويقلب صفحات دواوينه الاربعة يسكنه احساس بديع بان هذا
الشاعر ببساطة تعبيره وجمال صوره ورقة معانيه انما هو سفير فوق العادة لالهالحب
كيوبيد .. بفارق واحد انه لا يحصل فى يده سهاما ولكنه يحمل في يده زهورا ورياحين
وورودا وعطرا ينثره فى كن مكان وعلى كل البشر بلا استثناء .. ومن يقرأ سطور شعره
ويتوقف عند مضمونها يكتشف انه امام باحث عصري عن المدينة الفاضلة الافلاطونية ..
المدينة موجودة ولكن يبقى ان تجد من يؤمن بها ويثق بتواجده على ارضها .. ويثق اكثر
بما يمكن ان تهبه هذه المدينة من جمال وبهاء ورواء وحياة ليس مثلها حياة على هذه
الارض .. حياة فيها كل السمو والرقى الذي اراده الله سبحانه وتعالى لخليفته على
الارض — الانسان — وتكون هذه بعض كلماته من القصيدة التي تحمل اسم ديوانه الرابع :
ليس بالقمح
سنحيا
بل .. بذرات الحنين
واذا هب اكتئاب
طامس دنيا الشجون
فأمتطوا الاشواق
وامضوا
في اهازيج الفنون
وانشدوا الناي
يغني
وانصتوا سحر
الانين
واستشفوا من صداه
عالم السعد
الامين
وارمقوا الاحباب
جذلي
في تدان وسكون
واتبعوا نهج خطاهم
وانبذوا الهم
المهين
ودعوا .. الذرات
تشفى
كل مهموم
حزين 00
لوحة مثالية
ذرات الحب
والنقاء .. اقل القليل من الخير والصفاء يمكن ان يغير حياة الانسان .. يمكن الا
يخيب ظنه بالغد 00 يمكن الا يفقده ثقته باليوم .. يمكن الا يضيع الطريق الممتد
الموصل بينه وبين الامس ..كلمة واحدة قد تغير تاريخ امة .. وبالحرف
والكلمة يثق شاعرنا ثقته بالانسان نفسه .. يصدقه وبقدرته على العطاء .. ميلاد
القصيدة عنده يحدث في اي مكان وزمان .. بوجود المناسبة اوالموقف اوالتجربة التي
تهز مشاعره من الاعماق وتدفعه ارهاصاتها للرسم بالكلمات لوحة مثالية حساسة شفافة في
خيال اقرب الى الحقيقة وحقيقة اقرب الى الخيال .. والشعر عنده ” هو ارقى
اساليب التعبير الابداعي وهو سجل لكل الحقائق التي تدور حولنا ولكل تاريخ من مضوا
ومن سيأتون بعدنا في مجال الادب والفن .. ينقلنا الى ما نريد واكثر مما نريد ونحن
مسحورين بتراتيله وصوره .. وبالتقلب في ربوعه ومشاهده .. وابداعه يصل الى الروح
ويؤثر في النفس قبل العقل وارف الظلال عابق الارجاء” .. والشعر عنده : ” رسالة وهم من الهموم
التي يتحملها الشاعر مادام قد اختار طريق الشعر ” ..
والشاعر عنده
ت : ” ليس بالضرورة ان يتفرغ للشعر هذه رفاهية لا يقدر عليها زماننا ولكن
انتاج الشعر يحتاج الى مؤثر يمكن الانسان من ان يسبح في اجواء الشعر .. انه ”
الحلم الفري ” الذي يتحدث عنه شاعرنا فى احدى قصائد ديوانه الخامس ” تحت
الطبع ” :
اريد مسارا جديدا
اريد ودادا فريدا
وعشقا
يهز كبانى
يعيد انتشآئي
يذيب الجليد
يحطم اسري
يهد القيود
ويمحو الرزايا
ويمحو الحدود
ويبذر في النفس
حلمى السعيد
اريد عيونا
على شطها استعيد
خفايا وجودي
عبر الوجود
اريد حنانا ..
مثالية .. وعذوبة
وبهذا الحلم
الفريد .. الفريد .. الذي يمقت الشاعر فيه كل الوان القبح ويتمنى ان يكون العالم
مثاليا في كل شيء .. يستمر ابداع الشاعر.
مجلة أوراق
شعراء
لقاء مع الشاعر
سلطان بن خليفة الحبتور
التراث الثقافي أخلد من الكرة
نرحب بالنقد الجاد ونرفض
الوصاية من أحد
والاسرار،
والصيف المخيف …
هل أذ الان البكاء.
على دمي المهدور ،
والمنسوب ظلما للعرب …؟
هل أبدا الاي الرثاء
وجثتي عرش،
لمومياء العرب ..؟
خطفوك من لغتي
ومن رؤياي..
من وقتي .. ومن صمتي ..
خطفوك يا “بيروت ” واجتمعوا
على عمل يفرقنا ،
على رعب يلاحقنا ..
ولكنا …
سنذهب حيث تتصل النسور
بروحها الاولى ..
وحيث تموت صحراء
وتنهض قامة اخرى
سنذهب في السلاح ،
وفي هواء الجرح،
في لغة
تفسر موتنا ونحبها ..
هذا الفضاء تراب شهوتنا ..
وماء خلاصنا،
نار .. تعلقها الكواكب ،
فوق غربتا
هذا الفضاء لنا …
نحن الدماء
من الظهور الى البقاء
وحرب شمس السنبلة
نحن الدماء ،
وصوت زحف الحلم
متحدا بعصف القنبلة
نشأ الشاعر
سلطان بن خليفة الحبتور في بيئة تهتم بالثقافة ولقد جمع والده مكتبة غنية
بكنوزالعلم والأدب حيث كان محبا للشعر والعلم كغيره من ابناء العائلة.
وللشاعر رحلة
طويلة مع هموم الشعر وآفاقه كتب وغنى فأغنى رحله العائلة الثقافية واغنى المكتبة
بالعديد من الدواوين. اختار الشعر بعد ان احب الرسم ثم هجره.
وللحديث عن
تجربة الشاعر كان لنا معه هذا الحوار والبداية كانت افضل مدخل
ماذا عن
البداية ؟
– عام 1960 م
كانت البداية مع الشعر في القاهرة حيث كنت اكمل دراستي الجامعية، انها الغربة التي
حركت في نفسي اوتار الشعر وكانت البداية وانطلقت مع الشعر. وكانت القصيدة الاولى
تحمل معاني الاصرار
سأكتب حتى يمل القلم
وابذل حتى يضج الالم
مرادي شابيبت هذا الندم
وقوتي سهاد به اضطرم
وهل مل القلم؟
سواء مل ام لم
يمل فرحلة الشعر طويلة هم الشاعر لا يتوقف، هئنك قصائد عديدة تتحدث عن الهموم
فالهم الشعري ظاهر في كل الدواوين التي اصدرتها فاصدى القصائد تتحدث عن هذا الهم !
سوف يبقى الشعر
هما من همومى والحنين
سوف يبقى كل فني
في متاهات الفنون .
الشعر غناء
وحب وتاريخ ورصد لا نستطيع ان ننفصل عن جنة الشعر ورحابه.
هذا هو مفهوم الشعر عندك ؟
الشعر هو ارقى
اساليب التعبير المبدع وهو سجل لعمل الحقائق التي تدور حولنا في
مجالات الادبية والفنية وتاريخ من مضوا ومن سيأتون بعدنا ، ينقلنا إلى ما نريد
وإلى اكثر مما نريد ونحن مسحورون بتراتيله وصوره والتقلب فى ربوعه وابداعه يخترق
الروح يؤثر فى النفوس قبل العقول وارف الظلال عابق الارجاء دائما.
واين تقف الآن في سيرة الشعر الطويلة ؟
انني فخور
باقبال الجمهور على كتاباتي واشعاري ، الكلمات الصادقة لها تأثيرها والجمهور يعيش
عذوبة الكلمة وصدق التعبير ، وهذا بحد ذاته انتصار وشهادة للمضي قدما على طريق
الكتابة والمزيد من البذل والابداع سواء على مستوى الامارات او على مستوى الخليج ،
وان يحقق الانسان مركزه في الساحة الثقافية مع الزخم المادي امر يدعو للاعتزاز .
هل انت مقتنع بما وصلت اليه ؟
لو كنت راضي
لما وصلت إليه لتوقفت ، والى حد ما استطيع القول انني مازلت احاول مزيدا من
الابداع علما ان ما اعطيته كان معبرا عن ذاتي …
هذه الذات كان
الحب محركها هكذا تقول اشعارك ؟ عذوبتك تقول انك تشرب من كأس الحب باستمرار!!
نعم ، انها
العفوية في التعبير ، انني اعيش حالة الحدث فاذهب اليه بكل شعوري ، وهذه لا تكون
الا مشاعر متمرس فى كتابة الشعر حيث القصيدة تفرض نفسها يقرأها القارئ فيجدها
قريبة منه منسجمة مع ذاته معبرة عن خواطره لهذا انها عذبة معبرة والحب لا يمكن ان
يعبر عنه بغير العذوبة انه اصوات البلابل والشعر .
إذا انت تكتب لكل انسان؟ وهذا يفي انك في بعد
عن شعر المناسبات ؟
لست شاعر مناسبات
شعري وجداني وقد كتبت في ابواب شعرية عديدة فمجال الشعر كبير والوانه عديدة
ومتنوعة وتأثره لا حدود له ، قيمته انه يخاطب الانسان عامة فاستمرار الشعر عبر
الاجيال لا يكون الا انطلاقا من هذه الرؤية ، شعر المناسبات يموت ويبقى غارقا في
المناسبة التي كتب لاجلها ، الشعر الوجداني النابع من الذات المعبر عنها له
الاستمرار له الحياة وهنا يكتب الخلود للشاعر ..
ولكنك تعمل في مجال التجارة كيف توفق بينها
والشعر ؟
لحظة الشعر
تلقائية ، الشعر جنة من الجنات ورسالة لابد من تحملها فيك كل تبعاتها ومهما عند
الانسان من واجبات اتجاه عمله اليومى ، فالشعر هو المحطة والاستراحة هو لحظة اخلد
فيها لنفسي مطلقا العنان لمشاعري في الرسم بالكلمات.
ما مفهومك للقصيدة الحديثة ؟
مفهومى
للقصيدة الحديثة تلك القصيدة الملتزمة بالتفعيلة الواحدة حسب الدفعة الشعورية
فلربما يطول استعمال الشاعر لتلك التفعيلة بفض النظر عن بحور الشعر متجاوزا القيود
للتعبير عن الفكرة والتشكيل بالكلمات والقصيدة الحديثة نقلة مقبولة في الاسلوب
الحديث واكثر مرونة في الاستخدام والتصوير واكثر حرية في تشكيل الصورومهما يكن من
امر فعلى الشاعر ان يبقى ملتزما بالتفعيلة ، بالموسيقى ، المعنى ، والشعر دون هذه
الاقانيم الثلاثة لا استسيغه ولا اقبله .. انا اكتب الشعر ليفهمه الاخرون هنا قيمة
العمق الفنى انا لا اكتب الغازا حتى فى كتابتي الشعر النبطي احاول دائما ان اعطيه
بأسلوب يفهمه كل من يطلع عليه .
كثر الحديث عن الحركة الأدبية في الامارات ،
فكيف تراها كواحد من حاملي هذا لهم ؟
انها بخير وهي
جزء من تراث هذه الامة والانتاج الادبي والفني بكل مجالاته فى نموه ومن يرصد
ويراقب هذه الحركة يستشف الخطى المتمكنة والعزيمة المخلصة والانتماء الحقيقي. الكل
يعمل لتثبيت تراث وطني قائم على قاعدة صلبة للاجيال القادمة ومرتبط بتراث امتنا
الحضاري العريق . والملاحظ اليوم ان الانتاج الادبي بدأ يظهر في المكتبات وفي دور
النثر هذه يعني ان الحركة موجودة بالرغم من كل المآخذ والشوائب المحيطة بها انها
تريد جدا كبيرا واهتماما واسعا من كل الاطراف انها حركة تنمو وسط عام نحو الرياضة
.وخاصة كرة القدم ، الرياضة اخذت اكثر مما تستحق وعلى حساب النواحي الاخرى خاصة
القافية ، بناء العقل مهم جدا وتراث الامة الثقافي اخلد من الكرة والامم تقاسي
دائما بما حققته على ساحة العلم والفكر والادب نحن بحاجة لمزيد من الاهتمام والدعم
لبناء غدنا الثقافي وابراز حركتا الادبية الوطنية ، حتى لا تبقى حضارتنا حضارة
هياكل اسمنتية جوفاء .
لم تواكب الحركة النقدية الهادفة النتاج
الثقافي والفني بشكل مناسب فكيف تنظر الى ذلك والى النقد عموما ؟
النقد الهادف
والمبني على اسس ومنطق والتزام واتصاف مطلوب دوما في شتى ميادين الحياة فلا غنى
للشعر عن النقد المتخصحن خاصة وانه اصبح علما قائما بذاته .
ولكننا نشاهد
في هذا الشأن ممارسة بعيدة عن مرتكزات النقد الصحيح واصبحت وجهة النظر عند البعض
نقدا وهى مدخل للنقد فى احسن الحالات .
والحركة
الثقافية بحاجة ماسة الى النقد خاصة في هذه المرحلة لتصحيح المسار وصقل التجربة
ودفع عجلة الابداع للأفضل ونؤكد هنا على الاتصاف لأنه امانة تاريخية وعدالة مطلوبة
والناقد الحقيقي يجب ان تتوفر فيه هذه الشروط وغير ذلك يعتبر اساءة للجمهور
واستخفافا بالحركة النقدية . ومازلنا نامل بأن تقوم حركة نقدية سليمة بعيدة عن
المغالطات وتسجيل المواقف لأن ما يجري اليوم يبتعد عن النقد ولا يخدم الحركة
الفكرية .
كيف تنظر الى دور الصحافة ، وخصوصا المنابر
الثقافية 0 وما اثره على الساحة الثقافية بالدولة ؟
اين دور الصحافة في الاخذ بأيدي الشباب
وتشجيعهم على العطاء وهل في صحفنا من يستطيع توجيههم .
في صحفنا
يعتبر اي محرر ثقافي انه وصي على الحركة الثقافية وموجه لها في حين ان شبابنا
بحاجة الى من يمتلك القدرة فعلا لتوجيههم. ومحرر مثل هذه لا يستطيع ان يضيف شيئا
لهذه الساحة الثقافية بل قد يشوهها ولذلك لابد من تنظيف هذه الساحة من المغالطات .
كما ان بعض
شبابنا يعتقد بعد ان ينشر له عمل ما انه وصل وانه اصبح فوق النقد فمن المسؤول عن
ذلك يا ترى ؟أ
ومع كل هذا فان الحركة الأدبية تشهد نشاطا
ملموسا ومتطورا فماذا عن الهموم والعقبات ؟
نتمنى ان يكون
للحركة الادبية عامة ولكافة النشاطات الثقافية الدور الافضل في بناء المجتمع ولكن
امام هذا الدور موانع اهمها ان دور النشر القادرة على طباعة وتوزيع الكتب سواء
محليا ام خليجيا ام عربيا غير موجودة هنا بل ان اكثرنا يتجه الى دور عربية لمثل
هذا الغرض كما ان توزيع الكتاب لا يتم بصورة صحيحة هل سمعتم مثلا ان كتابا يتم
وضعه في المكتبات فترة شهر او شهرين ولم يسحب؟ هل هو مجلة ام نشرة دورية ؟ الكتاب
برأينا يبقى قيد التداول يبقى فى المكتبات والا كيف سيعرف بوجوجه طلاب القراءة
والمعرفة . ثم نجد اناعادة طبع الكتب تتم بفوضى دون احترام حقوق للمؤلف او للناشر
كما ان المكتبات بحد ذاتها لا تهتم بوجود الكتاب على ارففها بل تضعه في الزوايا
وتضغط على سحبه هذا اذا لم تضعه جانبا منذ اليوم الأول كما نلاحظ عدم وجود دائرة
تهتم بالنشر في غياب شبه كامل عن رصد الانتاج الثقافي .
اذن.. ما العمل ؟
ان الحركة
الادبية بحاجة لتضافر جهود كل المهتمين بها لأجل وضعها في مسارها الهادف لابراز
حركة ثقافية وطنية وتنقيتها من كل الشوائب فعلى المعنيين بأجهزة الاعلام الرسمي
وبالصحف والمجلات المحلية تقع مسؤولية كبيرة في هذا المجال ، واملنا ان يكون
الاهتمام بالاقسام الثقافية في صحفنا ومجلاتنا يوازي الدور المطلوب
ان تلعبه في تنمية وتنشيط الحركة الثقافية الابداعية ، اننا نحمل امانة من أجيالنا
السابقة نحمل تراثا غنيا علينا المحافظة عليه و نقله لاجيالنا القادمة بما نعطيه
في ابداع.
سلطان بن خليفه الحبتور
يغرق في بحر الشعر
وينادي بتخليد إيداعات الملهمين
ليس الشاعر سلطان بن خليفة الحبتور بحاجة
الى تقديم ، فدواوينه الشعرية العديدة ، ونشاطه الادبي الواسع قد غطى معظم مجالاته
الذاتيه 0 لقد عرف الشاعر بإبداعاته الأدبية وأثرى بلقاءاته المنتديات الشعرية .
في اللقاء معه
، تحدث عن هموم ألطباعة والنشر ، وطالب بضرورة وضع ميزانية لمجمع ثقافي من أجل دعم
انتاج المبدعين في مواجهة الموجات الدخيلة على الشعر والأدب . كما تحدث عن علاقه
الشاعر بالواقع . فاعتبر ان الشعر رسالة خالدة ، مؤكدا ان لا غنى للشعر عن النقد
المنطقي والمنصف . ورأى سلطان أن لدى اتحاد كتاب الإمارات القدرة الكافية على
اجتياز الأزمة التي يعيشها بثبات 0
وعن رأيه في
الشعراء : شوقي ، الشابي ، والفيتوري ، أجاب الثاعر سلطان بن خليفة
الحبتور :
عندما تعرض
الشعراء للأول في محاولة للنيل منه ، أبرزوه ، أما الثاني فهو شاعر حكيم ، والثالث
شاعر الوجدان ، ورأى في الرابع شاعرا تجاوز المسافات وكره الحواجز
.
ومعه كان الحوار التالي :
ما هي العوائق
التي تعترض الادباء والشعراء في اصدار نتاجهم ، وما هوالسبيل لحلها ؟
أجاب ؛ لم يعد
الشعر بالتجارة الرابحة ، فطبع الدواوين والكتب ، أصبح اليوم مكلفا ولا يستطيع كل
اديب أو شاعر ان يبعث بكتابه لتدور عليه المطبعة ثم تتناوله المكتبات العامة وان
حدث هذا ، وهذا نادر الحدوث ، فانه لا يغطي ما صرف عليه من تكاليف باهظة .
اذا كيف الحل ؟
في رأيي أن
تتولى الدولة وضع ميزانية لمجمع ثقافي ليقوم بطبع الجيد من انتاجات المبدعين
والواعدين من ابناء الدولة ، اذ انه، سيبنى بذلك صروحا لا اسمنتية بل فكرية وادبية
، ومن هذا المنطلق ينشأ جيل الثقافة والعطاء الذي نحن اليوم في اشد الحاجة له اكثر
من اي زمن مضى ، حيث ظهرت موجات دخيلة على الشعر والادب ، مستوردة من خارج الوطن ،
بعيدة عن اصالته وتاريخه وتراثه.
أضاف : ان
الادب كالزرع الخير ، ان لم يحسن المنبت ، ويجود بالسقاء ، فمن أين ينبت .
وقال : في
رأيي انه آن الاوان للدولة ان تفتح رحاب امكانياتها ، لتخلد للمبدعين ما جاعت به
عقولهم قبل ان يتولاها الثرى ، انه أمنية كل اديب وشاعر وكاتب ليتها تتحقق .
كيف ترى علاقة الشاعر بالواقع ؟
الشاعر هو
مرآة الواقع ، على شريطة ان يجد من مجتمعه ما يمكن من استعمالات ادواته وتجاربه
وابداعاته في مناخ من الحرية الواسعة ، دونما اية ضغوط او حواجز
.
للشهرة ضريبة يدفعها
صاحبها ، هل دفعت تلك الضريبة ؟
لا اعتقد أني
سعيت في يوم من الأيام ، لحب الظهور عن طريق الشعر ، والدليل على ذلك ان لدي
الكثير من القصائد التي تتحدث عن فلسفة الشعر والشعور وأمانة الكلمة ، واهمية
نقلها إلى الورق ، انها ملك للآخرين والاستمتاع بها بكل تجرد وصدق .
فالشعر رسالة
خالدة ، ومن يرجع لتلك القصائد يجد فيها الجواب الشافي .
للنقاد رسالة ، فالنقد بمعناه الواسع ، مدحا
كان ام ذما واجب ضروري مصاحب لكل عمل فني ، هل ترى ضرورة في النقد ؟
نعم ضروري
للغاية ، ان كان النقد على اسس ومنطق ، والتزام والانصاف مطلوب دائما ومفيد ، ليس
في الشعر فقط ، بل في شتى ميادين الحياة ، فلا غنى للشعر عن النقد المتخصص لمن يجب
ان نسميهم نقادا ، إلا ان النقد أصبح علما مدروسا .
أصبحت قضية
اتحاد كتاب الامارات ، حديث المجتمع والوسط الثقافي والادبي ، وخصوصا بعد تلك
الخصومات التي طفحت في السطح وسودت صفحات الصحف ، واطلت حتى من خلال الشاشة الصغير
، ما رأيك تجاه ما يدور الان على هذا
الصعيد ؟
اتحاد الكتاب
خطوة جيدة ، والملبيات التى حدثت ، اعتقد ان الاتحاد اكبر منها وسيجتازها حتما ،
والقسم الكبير في هؤلاء المثقفين هم من المفكرين ، الذين تقع على عانقهم مسؤولية
الحفاظ و التشجيع والتبني والترغيب في مجالات الفكر، يجب أن يكونوا قدوة
ومظلة لكل الإتجاهات، حتى تثرى الحركة الأدبية.
كيف تنظر الى هؤلاء الشعرا ؟
أحمد شوقي ، حافظ ابراهيم ، أبو القاسم
الشابي ، ومحمد الفيتوري ؟
شوقي شاعر
بارز لم تنل منه الاقلام وهو حي، فكيف تنال منه الان، وعندما تعرض
له الشعراء… ابرزوه.
حافظ ايضا
شاعر وطني له حكم في شعره تتردد على الالسنة انه من الشعراء المتمكنين، والشاعر لا
يقاس بكثرة انتاجه، ويكفي انه اطللق عليه “شاعر النيل “.
الشابي شاعر
وجداني، يفجر الطاقات باسلوب نادر، ويهز الكيان بكلمات بسيطة قاطعة مؤثرة.
الفيتوري شاعر
افريقيا، تجاوز المسافات، وكره الحواجز، وأجاد الشعر التفعيلي، وربط الأمة العربية
بالأمة الافريقية وتحسس هموم الانسان.
كمال محيسي
سلطان بن خليفة الحبتور
يبوح بالخوافي
سلطان بن
خليفة الحبتور شاعر يتمتع بحساسية مرهفة ، وتوهج شعري ، وقلق فني يدفعه دائما الى
الكتابة … انه يتمنى ان يكون الحب قانونا بين البشر ليعيشوا في أمن وسلام ..
الكتابة عنده
رسالة حياة ، تعبير صادق عما يشعر به ، تجاه الانسان والطبيعة .. وهو يعبر عن ذلك
كله في الشكل الذي يخرج عفويا سواء كان شعرا فصيحا أو شعبيا ..
سلطان بن
خليفة الحبتور في شعره الشعبي يشغله هاجس التجديد ولذا فهو دائما يجرب للارقاء
بالشعر الشعبي ، ونستمع إليه يقول في مقدمة ديوانه الجديد ” بوح
الخوافي” الذي صدر حديثا عن مؤسسة البيان التجارية في يناير 1992
م :
“منذ البداية وأنا لدي هذا
الطرح المتفائل عما سوف تصل إليه النخبة المهتمة بتطوير أسلوب ونمط الشعر العامى
وإبرازه بأصالته المحدثة وهذه في الحقيقة مهمة الرواد في التجديد في كل عصر وأمة،
أما الغثاء فيذهب هباء.”
شاعرنا يؤمن
بأن التجديد لا يحدث إلا بتضافر جهود الأدباء ، ولذا فهو يدعوهم الى الاقتناع
بمبدأ التجديد كأساس:
“ولابد من مراقبة ومسايرة
الابداعات المختلفة في الساحة الأدبية ورصدها ولو أنه لا يزال الوقت مبكرا للحكم
على تحقيق هذا الهدف وفيما نصبوا إليه .”
شاعرنا يمتلك أدواته
الفنية التي صقلها بالقراءة وبمواصلة الكتابة التى مكنته من صياغة الشعر صياغة
فنية فيها العذوبة والسلاسة ، وقد عرف سلطان بن خليفة الحبتور الشعر بالنسبة إليه
في قصيدة ” ذاك الشعر لي نحتفل به بتخلبد ” :
الشعر خذم الشعر أحلى العناقيد صفو الشعور
وغافي الهرج خله
واقطف جزيله من فريد الأناشيد ذوب المشاعر لى بري كل عله
ذرب القوافي له مع الروح ترديد يسري فوع نهاري بفله
ياخذك يبحر بك إلى وين م تريد يا سرك فنه
والجداول تعله
ويقول أيضا في
قصيدته ” والشعر نهج للقدوم السوابق ” من ديوان ” إبداعات نبطية
“:
أرى الشعر جنه من جنان السعادة يسرح به المشتاق في بحر لشواق
روض غتيل مزهر بالنوادر ونفحه نقي ياسر اذروح
بثفاق
والشعر لولا الشعر ما حن واله ولا بيح القلب
المعنى ولا ضاق
صدر للشاعر
تسعة دواوين ؛ منها ستة دواوين فصيح وثلاثة شعر شعبي 0
الشعر عئد
سلطان بن خليفة الحبتور جنة يفوح فيها الحب والوفاء والإيمان .. ان رسالته الى
الانسان من خلال شعره هو أن يكون إنسانا حقيقيا يجسد قيم الحق والخير
..
الفهرس
<![if !supportLists]>1-
<![endif]>حياته
<![if !supportLists]>2-
<![endif]> مفهومه للشعر
<![if !supportLists]>3-
<![endif]>الطبيعة
<![if !supportLists]>4-
<![endif]>الرثاء
<![if !supportLists]>5-
<![endif]>الشعر السياسي
<![if !supportLists]>6-
<![endif]>الشعر
الاجتماعي
<![if !supportLists]>7-
<![endif]>الزهد
<![if !supportLists]>8-
<![endif]>الاسلوب
<![if !supportLists]>9-
<![endif]>حوار مع
الشاعر
<![if !supportLists]>10- <![endif]> قالت الصحف عن الشاعر
تنزيل الملف