أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن ثمانية مبادئ للحكم والحكومة في دبي، أوصى جميع من يتولى مسؤولية في دبي أن يلتزم بها، مهما كانت الظروف، أو تبدلت الأحوال، أو تغيرت الوجوه، معرباً سموه عن شكره الجزيل لكل من قال كلمة تقدير في حقه، بمناسبة مرور 50 عاماً على تولي سموه أول منصب له في خدمة الوطن:
بسم الله، والحمد لله…
من محمد بن راشد آل مكتوم إلى كل من يتولى مسؤولية في إمارة دبي.
الاتحاد هو الأساس
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في المبدأ الأول، الذي جاء تحت عنوان «الاتحاد هو الأساس»: «دبي جزء من دولة الإمارات، وركن في الاتحاد، ترابها تراب الإمارات، ومصيرها مصير الإمارات، وخيرها لكل الإمارات، وشعبها فداء لكل ذرة في دولة الإمارات. نحن في كنف وحمى الاتحاد. مصلحة الاتحاد فوق مصلحتنا، وقوانين الاتحاد فوق قوانيننا وتشريعاتنا، وسياسة الاتحاد هي سياستنا، وأولويات حكومة الاتحاد هي أولويات حكومتنا».
لا أحد فوق القانون
وأضاف سموه، في المبدأ الثاني الذي حمل عنوان: «لا أحد فوق القانون»: «العدل دولة وقوة وعزة، وضمان استقرار وازدهار. لا أحد فوق القانون في دبي، ولا أستثني أحداً من الأسرة الحاكمة. ولا فرق بين مواطن ومقيم، أو غني وفقير، أو ذكر وأنثى، أو مسلم وغير مسلم، في تطبيق القانون. والتأخر في العدالة ظلم. وكل عادل هو عندي قوي، وكل ظالم هو عندي ضعيف. والظلم في أي مكان أو لأي فرد هو تهديد للعدالة كلها في الإمارة. وأنا بريء من كل ظالم، وستبقى الأسرة الحاكمة بريئة من كل ظلم ما بقيت تحكم هذه الإمارة.«
عاصمة للاقتصاد
وأشار سموه في المبدأ الثالث، تحت عنوان: «نحن عاصمة للاقتصاد»: «هدف حكومة دبي وغايتها تحسين حياة الناس بتحسين الاقتصاد. دبي لا تدخل في السياسة، ولا تستثمر فيها، ولا تعوّل عليها لضمان تفوقها. دبي صديقة لكل من يحمل لها ولدولة الإمارات الخير، وصديقة للمال والأعمال، ومحطة عالمية لخلق الفرص الاقتصادية.«
محركات النمو
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في المبدأ الرابع، تحت عنوان: «النمو له محركات ثلاثة»: «نمو دبي تقوده ثلاثة محركات؛ حكومة ذات مصداقية ومرونة وتميز، وقطاع خاص نشط وعادل ومفتوح للجميع، وقطاع شبه حكومي ينافس عالمياً ويحرك الاقتصاد محلياً، ويشكل للحكومة دخلاً وللمواطنين وظائف وللأجيال القادمة أصولاً.«
شخصية متفردة
وفي المبدأ الخامس، الذي حمل عنوان: «مجتمعنا له شخصية متفردة»، أكد سموه: «هو مجتمع يتميز بكثرة العمل وقلة الجدل، مجتمع يتميز بالانضباط والالتزام في وعوده ومواعيده وعهوده؛ متواضعون عند النجاح، مثابرون عند التحديات، ناشرون للخير، منفتحون على الجميع. مجتمع يسوده الاحترام، ويربط كافة مكوناته التسامح، ويبتعد عن العنصرية والتمييز. لا نقبل بمن يصنّفون المجتمعات أو يثيرون الكراهية. الأصل في الجميع عندنا الخير والإخلاص والولاء وحب الوطن إلا إذا أثبت القانون عكس ذلك. ولا يجوز لأحد أن يحكم على أحد أو يحاكمه، إلا من خوّلناه القضاء أو كلّفناه تطبيق العدالة».
تنويع الاقتصاد
وتابع سموه، في المبدأ السادس «لا نعتمد على مصدر واحد للحياة»: «تنويع الاقتصاد قاعدة في دستور دبي غير المكتوب منذ العام 1883. وتغير الزمن وسرعة التطورات يفرضان الالتزام بهذا المبدأ دائماً وأبداً. وهدفنا الجديد: استحداث قطاع اقتصادي جديد على الأقل كل ثلاثة أعوام، قطاع منتج ومساهم في ناتجنا المحلي وموفّر للوظائف وقادر على الاستمرار بقوة دفعه الذاتية».
أرض للمواهب
أما المبدأ السابع «أرض للمواهب»، فأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «دبي قامت على الموهوبين من التجار والإداريين والمهندسين والمبدعين والحالمين. بقاء دبي متفوقة مرهون ببقائها قبلةً للمتفوقين، واستمرار تنافسيتها مرهون باستمرار استقطابها لأصحاب العقول والأفكار. ولابد من تجديد سياساتنا وإجراءاتنا بشكل مستمر لتجديد جاذبيتنا للمواهب، ولابدّ من بناء الحياة الأفضل في دبي لأصحاب العقول والأفكار الأفضل«.
نفكر بالأجيال
واختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المبادئ بالمبدأ الثامن «نفكر بالأجيال»، بقوله: «لا نترك مصير الأجيال القادمة مرهوناً بتقلبات السياسة الإقليمية ودورات الاقتصاد العالمية، بل نستثمر لهم، ونخلق أصولاً استثمارية من أجلهم. وقاعدتنا في ذلك أن تمتلك الحكومة في كل الأحوال أصولاً تعادل عشرين ضعف ميزانيتها السنوية على الأقل. نسعى لضمان المستقبل، ونفكر من اليوم في رخاء أجيالنا القادمة».