بلقيس يا إشراقة الماضي،
المجيد يبثّ عطره
يا نفْحةً يمنيّة،
تختال تُحيي اليوم ذكره
وقوافل الخيرات تترى،
بالغنائم والمسرَّه
والشمس ترنو للمغيبْ
والجنتان ترفرفان
والسّدّ يعلو والبحيره
يا قاصدين لمأربٍ
طاب السُّرى هذا المساء
ودنا الأحبّه
هل تذكرين لقاءنا
من ألف عام…!
وهمسُ صوتك فيه حيره
ما كنت أعلم للقاء نهايةً
ما كنت أدري أنَّ سدَّك،
سوف تذروه الرياح المكفهره
ما كنت أعلم والنوى قد ذاعَ سرَّه
ما كنت أعلم أنه يوماً سيأتي البوم
ثم يقيم دولته وأمْرَه
من قال إنا سوف ننأى
ثم نبعد عن كلانا،
يا أميرة مأرب،
فالبعد هذا ما أمَرَّه
وتشتّتت أفواجنا،
والقوم حيرى،
والمذلة حاصرتنا،
والهزيمة مستمره
وانهارت الآمال،
بل وانهدّ مجدٌ شامخٌ
وحضارة كانت ترفرف،
بالسعادة والمسرّه
وبقيتِ وحدَكِ
لا أنيس ولا خليل،
تهرولين وتبحثين،
عن الوجود،
عن الحياه
وتنبشين الصخر،
فلربما تجري المنابع من ثراها
قطرة في إثر قطره
ورفعتِ كفّكِ للسَّماءِ تضرعاً
وبقيتِ صامتةً وصابرةً لأمره
آمنتِ بالأقدار حين تمكّنتِ
والله يجزي الصابرين
وأمْرُهُ في لحظةٍ، ويزيلُ عُسره
ماذا جرى؟
قلَب الزمان لنا المِجَن
والشؤم هبَّ مكشّرا
من كل ثغره
مِنْ بعد عزّك يا أميرة
لم نذق طعم السّهاد
ولا الرّخاء.. ولا المباهج والأسِرّه
يا قاصدين لمأربٍ
ردّوا السّلام
وحدّثوها عن حبيبٍ
لم يزل يلعي بحسره
نُقشت مشاعره على تلك الصخور
1 |
قبل الرحيل
بكلّ مسمار وإبره
ها قد أتينا
كي نكفّر عن خطايانا
وكلٌّ قد أتى يوفيك نذره
فهل تراك ستقبلين الاعتذار
رُدِّي علينا
أم لديك تحفّظ
إن الرجوع إلى الأصول
هو المبرّه
عُدْنا إليك
سُقْنا إليك المعجزات
من قال إنّا لن نعود
جئنا وجاء الخير
وزئير آلات تجلجل،
في السفوح وفي الوهاد،
لتعيد سدّك صخرةً
من فوق صخره
وتعود هاتيك الجنان مع البحيره
وتعود أسراب الحمائمِ
والبلابلِ شادياتٍ
والمروج تموج خضره
وأرى الحياة بدت تعود
وفرحة الأطفال نضِره
يتدفق الشلال في قلبي،
شموخا للسواعد، للعزائم،
وهْي تبني المجد فيها،
بل وتنحت للبُنا من كل صخره
ونهضتِ من ذاك السّبات،
ونفضتِ ما يعلو الجبين من الهوان
وخطوتِ نحو المهرجان
تقبِّلين الجمع والحشد الوفي،
وتهلِّلين
وتزغردين
هذا هو العرس الكبير
والشعب يقفز فوق هاتيك،
الصخور المشمخرّه
يتلو النشيد
يذكِّرُ الدنيا بيومٍ زفَّ فجره
عدنا وعاد الخير،
بُشرى للجميع
والله بارك سعينا
فالغيث يهمي
والمغاني مستمرّه
وتحقَّقت تلك المنى
وتجسدت عملاً عظيماً نافعاً
من أصل فكره
ويعود مجدٌ للجدود
تُهلّل الدّنيا له
ويعيد ذكره
عُدنا وعاد المجد،
سدّاً شامخاً،يعلو البحيره
___________________1- إشارة للخط المسماري في ذلك التاريخ. |