للكاتب : محمد عبد الله فارس آل علي
المقدمة
لقد طلب مني كثير من الأصدقاء وزملاء العمل أن أسرع في كتابة مذكراتي عن المدة التي قضيتها في العمل بالتربية منذ1966/9/7م، حتى إحالتي إلى التقاعد بناء على رغبتي وبرسالتي المرفوعة إلى معالي وزير التربية والتعليم رقم (161) بتاريخ 1999/5/12 م والتي أبديت فيها رغبتي في التقاعد اعتبارأ من 1999/9/11م بعد أن أكون قد أتممت (33 عاما) في الخدمة وبلغ عمري( 54) عاما، وقد طلب مني الاستمرار في العمل حتى 2000/2/7 تاريخ صدور المرسوم بالإحالة إلى التقاعد.
ولقد اعتذرت للأصدقاء وزملاء العمل عن ذلك اقتناعأ مني بأن كتابة المذكرات الشخصية لا تعطي الحقيقة 100% كما أنها غير موضوعية في جوانب أخرى، إضافة إلى أن من يحرص على صدق القول يأت ذكره في سياق ذلك، ومن ثم تخلق مشاكل أنت في غنى عنها، بل قد تولد الخصام بينك وبين من سبق لك العمل معهم طوال هذه السنين، وأنا أحرص دائمأ على كسب مودة زملاء العمل، وأن أرعى بيني وبينهم عهد الصداقة التي د ائمأ ما أؤكد عليها فأقول إن أفضل علاقة أو زمالة بين اثنين هي التى تستمر إلى ما بعد العمل.
لتلك الأسباب آثرت إستبعاد فكرة كتابة المذكرات التى تنشر على العامة، واستعضت عنها بان اكتب مذكرات خاصة بي وكان هدفي أن يقرأها أبنائي ليتعرفوا إلى السيرة الذ اتية لأبيهم٠ سيما وأن إنجابي لأبنائي جاء متأخرأ جدا، حيث رزقت بأول طفل (عبدالله) في 1995/9/28م وكان عمري يومئذ خمسين عاما وواحد وعشرين يوما. من أجل ذلك، ولفارق السن الكبير بيني وبينهم أردت أن أكتب هذه السيرة ليتمكن أبنائي من قراءتها عند ما يصبحون يافعين (في سن المراهقة) ، ففى هذه المرطة سيكون عمري إن شاء الله إن آطال الله في عمري نحو(69) سنة.
من أجل ذلك كتبت هذه السيرة الذاتية بعنوان (أبنائي هذا أبوكم). لذلك أدعو أبنائي وبناتي أن يقرأوا بكل تأن وبقلب مفتوح، لأنه لابد أن يشتمل على معلومات ونصائح، قد لا يستطيع أحد منكم الحصول عليها بعد العقد الثانى من القرن الحادي والعشرين لأنني قد لا أكون على قيد الحياة، وإن أطال الله في عمري فقد لا تسعفني الذ اكرة لتذ كر الما ضي.
إن الإنسان الذي لا يعتز بماضيه. لن يستطيع أن يحدد مستقبله. ولن تكون له سمعة ومكانة جيدة بين أفراد محجتمعه، ولقد حرصت على أن أتعلم من الماضي، وأن أقتدي بسيرة نبينا محمد صلى الله وسلم ونهج آبائنا وأجدادنا، وأجعلهم مثلأ أحتذي به. وكنت لا أستغني عن نصائحهم وتوجيهاتهم . ومنت أيضا استرشد بتوجيهات اكابر القوم ووجهائهم، فضلا عن احترامي لهم واعتزازي بهم.
تجدون في هذا الكتاب بالتأكيد بعض الثغرات من ترابط الجمل أو تسلسل الأحداث، ولكني أريد أن أذكركم بأنني لست بأديب ولا بمؤرخ، بل إنسان عادي يكتب ويجتهد في الكتابة، وحرصت على أن يصل ما كتبته إلى درجة من الفهم ومستوى من الصندق والثبات. وأخيرا أستشهد بالآيات الكريمة من سورة مي
قَال رَبِّ اشْرَحْ لي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لي أَمْرِي (26) وَاحْلل عُقْدَةً مِنْ لسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلي (28) محمد عبدالفه
احمد سالم فارس عبدالله آل علي
رأس الخيمة 31مايو 1999م