خرﺝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻟﻠﺼﻴّﺪ ﻓﺮﺃﻯ ﺗﺴﻌﺔ
ﻛﻼﺏ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺻﺒﻲ ﺻﻐﻴﺮ ﺍﻟﺴﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮ
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻭﻟﻪ ﺫﻭﺍﺋﺐ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ ﻫﻨﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﻼﻡ؟
ﻓﺮﻓﻊ ﺍﻟﺼﺒﻲ ﻃﺮﻓﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺣﺎﻣﻞ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻟﻘﺪ
ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰّ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭﻛﻠﻤﺘﻨﻲ ﺑﺎﻻﻓﺘﺨﺎﺭ ﻭﻛﻼﻣﻚ ﻛﻼﻡ
ﺟﺒﺎﺭ ﻭﻋﻘﻠﻚ ﻋﻘﻞ ﺑﻐﺎﻝ .!!!
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻟﻪ : ﺃﻣﺎ ﻋﺮﻓﺘﻨﻲ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﻋﺮﻓﺘﻚ
ﺑﺴﻮﺍﺩ ﻭﺟﻬﻚ ﻷﻧﻚ ﺃﺗﻴﺖ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺃﻭﻳﻠﻚ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﻻ ﻗﺮّﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﺍﺭﻙ ﻭﻻ ﻣﺰﺍﺭﻙ ﻓﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ
ﻛﻼﻣﻚ ﻭﺃﻗﻞ ﺇﻛﺮﺍﻣﻚ . ﻓﻤﺎ ﺃﺗﻢ ﻛﻼﻣﻪ ﺇﻻ ﻭﺍﻟﺠﻴﻮﺵ ﺣﻠّﻘﺖ
ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺟﺎﻧﺐ ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻠﻮﻩ ﺇﻟﻰ
ﻗﺼﺮﻩ .
ﻓﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻮﻟﻪ ﺟﺎﻟﺴﻮﻥ ﻭﻣﻦ ﻫﻴﺒﺘﻪ
ﻣﻄﺮﻗﻮﻥ ﻭﻫﻮ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻛﺎﻷﺳﺪ، ﺛﻢ ﻃﻠﺐ ﺇﺣﻀﺎﺭ ﺍﻟﻐﻼﻡ،
ﻓﻠﻤﺎ ﻣﺜﻞ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ، ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺃﺩﺍﺭ ﻧﻈﺮﻩ ﻓﺮﺃﻯ
ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻋﺎﻟﻴﺎً، ﻭﻣﺰﻳﻨًﺎ ﺑﺎﻟﻨﻘﻮﺵ ﻭﺍﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ
ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﻭﺍﻹﺗﻘﺎﻥ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺃﺗﺒﻨﻮﻥ ﺑﻜﻞ ﺭﻳﻊ ﺁﻳﺔ ﺗﻌﺒﺜﻮﻥ ﻭﺗﺘﺨﺬﻭﻥ ﻣﺼﺎﻧﻊ
ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﺨﻠﺪﻭﻥ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻄﺸﺘﻢ ﺑﻄﺸﺘﻢ ﺟﺒﺎﺭﻳﻦ .
ﻓﺎﺳﺘﻮﻯ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﻜﺌﺎً ﻭﻗﺎﻝ : ﻫﻞ ﺣﻔﻈﺖ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﺎﺭﺏ ﻣﻨﻲ ﺣﺘﻰ
ﺃﺣﻔﻈﻪ . ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻫﻞ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﻭﻫﻞ ﻫﻮ ﻣﺘﻔﺮﻕ ﺣﺘﻰ ﺃﺟﻤﻌﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ :
ﺃﻣﺎ ﻓﻬﻤﺖ ﺳﺆﺍﻟﻲ . ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ
ﻫﻞ ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻓﻬﻤﺖ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻤّﻦ ﺧُﻠِﻖَ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ؟ ﻭﻣﻦ ﺣُﻔِﻆَ
ﺑﺎﻟﻬﻮﺍﺀ؟ ﻭﻣﻦ ﻫَﻠِﻚَ ﺑﺎﻟﻬﻮﺍﺀ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺍﻟﺬﻱ ﺧُﻠِﻖَ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣُﻔِﻆ َﺑﺎﻟﻬﻮﺍﺀ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ
ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻫَﻠَﻚَ ﺑﺎﻟﻬﻮﺍﺀ ﻓﻬﻢ ﻗﻮﻡ ﻫﻮﺩ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻤﻦ ﺧُﻠِﻖَ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ؟ ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﺣُﻔﻆ ﺑﺎﻟﺨﺸﺐ؟ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻠﻚ ﺑﺎﻟﺨﺸﺐ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺍﻟﺬﻱ ﺧُﻠِﻖَ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺧُﻠِﻘﺖ ﻣﻦ
ﻋﺼﺎ ﻣﻮﺳﻰ ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺣﻔﻆ ﺑﺎﻟﺨﺸﺐ ﻧﻮﺡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ،
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻠﻚ ﺑﺎﻟﺨﺸﺐ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻤﻦ ﺧُﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ؟ ﻭﻣﻦ ﻧﺠﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ؟ ﻭﻣﻦ ﻫﻠﻚ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺍﻟﺬﻱ ﺧُﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻬﻮ ﺃﺑﻮﻧﺎ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﺠﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻫﻠﻚ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻓﺮﻋﻮﻥ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻤﻦ ﺧُﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟ ﻭﻣﻦ ﺣُﻔﻆ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺍﻟﺬﻱ ﺧُﻠﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﺠﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ؟ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ؟ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ؟
ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ؟ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ؟ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ؟ ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺴﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺟﻌﻞ
ﺗﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .
ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﺸﺮﺓ ﺗﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻭﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻲ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ،
ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻋﺸﺮﺓ ﺗﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ،
ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻋﺸﺮﺓ ﺗﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ،
ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﻋﺸﺮﺓ ﺗﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻲ
ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ،
ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻋﺸﺮﺓ ﺃﻗﺴﺎﻡ ﺗﺴﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﻭﺍﺣﺪﺍً ﻓﻲ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺷﻲﺀ ﺇﻟﻴﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ
ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺻﺒﻴﺎً ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻣﺜﻞ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﻼﻡ . ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻓﺄﺧﺒﺮﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺃﺗﺴﺄﻟﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺃﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ ﻟﻢ ﺃﻃـّﻠﻊ
ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻦ ﻭﺭﻏﺎﺋﺒﻬﻦ ﻭﻣﻌﺎﺷﺮﺗﻬﻦ، ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄﺫﻛﺮ
ﻟﻚ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭﻫﻦ،
ﻓﺒﻨﺖ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺭ ﺍﻟﻌﻴﻦ، ﻭﺑﻨﺖ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ
ﻧﺰﻫﺔ ﻟﻠﻨﺎﻇﺮﻳﻦ، ﻭﺑﻨﺖ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﺟﻨﺔ ﻧﻌﻴﻢ، ﻭﺑﻨﺖ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ
ﺷﺤﻢ ﻭﻟﻴﻦ، ﻭﺑﻨﺖ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﻭﺑﻨﻴﻦ، ﻭﺑﻨﺖ ﺍﻟﺴﺘﻴﻦ ﻣﺎ
ﺑﻬﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻟﻠﺴﺎﺋﻠﻴﻦ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺃﺣﺴﻨﺖ ﻳﺎ ﻏﻼﻡ ﻭﺃﺟﻤﻠﺖ ﻭﻗﺪ ﻏﻤﺮﺗﻨﺎ ﺑﺒﺤﺮ
ﻋﻠﻤﻚ، ﻓﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻛﺮﺍﻣﻚ ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﻟﻪ ﺑﺄﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻭﻛﺴﻮﺓ
ﺣﺴﻨﺔ ﻭﺟﺎﺭﻳﺔ ﻭﺳﻴﻒ ﻭﻓﺮﺱ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﺇﻥ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻔﺮﺱ ﻧﺠﺎ، ﻭﺇﻥ ﺃﺧﺬ
ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻗﺘﻠﺘﻪ .
ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻟﻪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺧﺬ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﻳﺎ ﻏﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺨﻴﺮﻧﻲ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺃﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻔﺮﺱ، ﺃﻣﺎ ﺇﻥ
ﻛﻨﺖ ﺍﺑﻦ ﺣﻼﻝ ﻓﺘﻌﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺧﺬﻫﻢ ﻻ ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﻓﻴﻬﻢ . ﻓﻘﺎﻝ
ﺍﻟﻐﻼﻡ : ﻗﺒﻠﺘﻬﻢ ﻻ ﺃﺧﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻭﻻ ﺟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻚ
ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻭﺧﺮﺝ ﺍﻟﻐﻼﻡ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺳﺎﻟﻤﺎً ﻏﺎﻧﻤﺎً؛ ﺑﻔﻀﻞ
ﺫﻛﺎﺋﻪ ﻭﻓﻬﻤﻪ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﺣﺴﻦ ﺇﻃﻼﻋﻪ …
ﻓﺎﻟﻠﻬﻢ ﺃﺭﺯﻗﻨﺎ ﻋﻠﻤﺎ