مجلة المنتدى صدر أول عدد لها في شهر أغسطس سنة 1983 ميلادي، واستمرت لمدة عشرون عاما من العطاء والمشاركة الثقافية الجادة والنافعة بما حوته من رصيد فكري وثقافي متنوع وإبداعات شتى لكوكبة من المثقفين والناشرين والباحثين على مستوى الوطن العربي كاملا.
سنحاول إقتطاف ما نستطيع جمعه من إفتتاحيات الأعداد بإسم مدير التحرير وكذلك آخر السطور وهو ملف مختصر عن سيرة المجلة المشرف والجهد الذي بذل وتحقق، نضيف إليه من وقت إلى آخر النافع المفيد من رسالة المنتدى عبر مسيرتها المشرفة وما يتم الإختيار عليه.
“مجلة المنتدى” الثقافية من أهم المجلات الثقافية التي تربعت الإصدار والإستمرار ولمدة عشرون سنة. لم يكن بروز أو وجود مجلة المنتدى الثقافية إلا بتخطيط ورؤية ثاقبة ودعم مادي ومعنوي ورعاية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم واللجنة التي كلفها برئاسة الشيخ أحمد بن سعيد الكمتوم وعضوية الشيخ حشر الكمتوم، سلطان بن خليفه الحبتور، المرحوم محمد بن حاضر، محمد عبد الرحيم العلي.
كنا نحس بوجود فراغ ثقافي في دبي والإمارات لأهمية إصدار مجلة متخصصة لتحمل رسالة الثقافة والتواصل الثقافي المطلوب والرصد والتنسيق والتوثيق لمجلة ثقافية تجمع المثقفين من أقصى الوطن العربي لأقصاه، وكانت المبادرة ونحن برفقة الشيخ محمد بن راشد المكتوم كوفد رسمي لزيارة سلطنة عمان للمشاركة في أعيادها الوطنية وكان الإحتفال في صلالة، فعرضنا عليه أهمية إصدار مجلة ثقافية في دبي فوافق من حيث المبدأ وأمرنا أن نجلس في آخر الطائرة لتداول الأفكار وتقديم الإقتراح وعمل البرنامج وإسم المجلة وكان الحاضرون هم كالآتي:
الشيخ حشر بن مكتوم، محمد بن حاضر، سلطان بن خليفه الحبتور ، محمد عبد الرحيم العلي وتم الإتفاق على الآتي:
إسم المجلة: “مجلة المنتدى”، مجلة شهرية، تصدر من النادي الرياضي الخاص بالشيخ محمد بن راشد المكتوم وأمر بتكوين لجنة متابعة كالآتي:
الشيخ أحمد بن سعيد المكتوم رئيسا ، وعضوية كل من الشيخ حشر المكتوم، سلطان بن خليفه الحبتور، محمد بن حاضر، محمد عبد الرحيم العلي، وقدمنا له كل ما يلزم لإصدار المجلة من المقر للمجلة ومدير التحرير وميزانية تقريبية وكنا بصدد البحث عن مدير تحرير للمجلة لديه الدراية والمقدرة والكفائة لهذا المنصب، وأرشدنا أحد الأخوان المصريين على الأستاذ إبراهيم سعفان رحمه الله، وكان يتولى تحرير مجلة الثقافة التي كانت تصدرعن الهيئة العامة للكتاب بمصر، وتم الإتصال به وعرضنا عليه منصب تحرير مجلة المنتدى وتوفير ما يلزم من عقد وراتب وسكن وسيارة وغيره، وفي ذلك الوقت كنت أنا شخصيا أكثر الأعضاء دعما ومشاركا له طوال هذه المدة . أما النواحي المالية والإدارية فكانت من مسئولية الأخ محمد عبد الرحيم العلي، لأنه أقرب الأشخاص للشيخ محمد بن راشد المكتوم ومكتبه. وكان جميع الأعضاء يعتزون بالمجلة ومساندتها وخاصة الشيخ أحمد بن سعيد المكتوم رئيس اللجنة الثقافية.
مجلة المنتدى أسهمت في تطور الحركة الأدبية والثقافية في الإمارات وهي صوت دبي وحراكه المبدع في الإمارات ولكل الوطن العربي، وكانت منارا ومنبرا للثقافة والمثقفين بأطيافهم ومشاربهم من كل الوطن العربي في الشعر والقصة والرواية والصحافة والمسرح والمساهمة اليومية والأسبوعية وفي كل وقت وكل مناسبة، وكذلك مع إتحاد كتاب الإمارات، ودائرة الثقافة في الشارقة وبرامجها الثقافية الكثيرة ومناسباتها المتعددة، ولا أنسى إحتضان صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي للمجلة ودعمه لها، وكنا نبعث له الأعداد للمجلة بإنتظام، وكان يقرأها بإمعان ويرتاح لكل ما يطرح فيها. وكان لمجلة المنتدى علاقة وإتصال مع جميع دوائر الإمارات الثقافية والنوادي والمؤسسات والجرائد والأدباء ومناسباتها المتعددة والمهرجانات، وخاصة مهرجان معرض الكتاب في الشارقة وما ينتج عنه من حراك ثقافي وتجمع أدبي تحتضنه دائرة الثقافة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي.
سلطان بن خليفه الحبتور
«المنتدى» مجلة دبي الرصينة .. ثقافة زمن لا ينسى (جريدة البيان 13 يناير 2013)
المواضيع:
—
مجلة المنتدى
السنة الاولى – العدد الأول
شوال 1401 هـ – أغسطس 1983 م
كلمة العدد
هذه المجلة ، لماذا ؟
اذا كانت الحضارة تقاس بمدى التقدم المادي المتمثل فى المتابعة الدائمة للتطور العلمى الحديث فى شتى مجالات الحياة للوصول بها الى اقصى درجات التقدم الحضاري فإن الجانب الروحي ، او الجانب الفكري هو الوجه الاخر للحضارة ، وهو جانب هام لايمكن اغفاله اذ هو العنصر الأساسي لتكوين الانسان وتشكيله وتربية ذوقه وضميره مما يجعله أكثر عطاء لبناء بلده .
وايمانا بأهمية الفكر وبأن التقدم الحضاري المادي وحده ليس كافيأ، كانت هذه المجلة ، التي تعتبر اول مجلة ثقافية في الامأرات ، لتعبر عن وجه الامارات الفكري وألادبي ولتكون جسرا للتواصل الفكري بين أدباء وكتّاب الأمارات واخوانهم في انحأء الوطن ألعربي ، ونأمل أن تكون هذه المجلة التي تنضم ألى ركب المجلات الثقافية في الوطن ألعربي ان تقوم بدورها في اداء رسالتها متخطية الصعوبات ومعبرة عن طموح الادباء والكتاب في الامأرات وفي الوطن العربي .
وهذه المجلة جائت بتشجيع أدبي ومادي من الأديب الشاعر سمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم.
وقد وضعت المجلة نصب أعينها الاهداف التالية:
• ان تولى الأدب فى الامإرات اهتمأما خاصا لتقدم للقارىء العربي صورة من هذا الأدب ليكون مرجعا للدراسة والتعرف على ملامحه الفنية .
• أن تكون منبرا لجميع الاقلام على مختلف اتجاهاتها وتياراتها ايمانا من المجلة بدور الشباب فى مسيرة الفكر وانهم يمثلون العطاء ألمتجدد والنبض الحار وايمانا بتوأصل الاجيأل لأنه لاشيء ياتي من فراغ تتيح المجلة الفرصة للادباء الشبان الموهوبين ليقدموا نتاجهم الادبي والفكري على صفحات هذه المجلة .
• ان المجلة كما تحرص على تقديم تراثنا تحرص ايضا على الانفتاح على الادب ألعالمي ليقف القارىء على أحدث التيارات الادبية والفكرية والفنية .
وأخيرا هذه المجلة ليست بديلا عن الملاحق والصفحات الادبية في الصحف اليومية في الامارات . كما ان هذه الملاحق والصفحات لادبية لاتغني عن وجود المجلة ألثقافية لتواكب النشاط الادبي والفكري والثقافي في الامارات ، ان لكل منها دورا يؤديه في خدمة الادب والادباء .
“وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، صدق الله العظيم .
والله ولي التوفيق
مدير التحرير
إبراهيم سعفان
مجلة المنتدى
السنة الأولى – العدد الثاني
ذوالحجة 1403 هـ – سبتمبر 1983 م
كلمة العدد
القارى ، ومسؤوليتنا نحوه
حمدا لله وشكرا … لما لاقاه العدد :لاول من “المنتدى” من اقبال كبير ونفاده من الأسواق في اقل من اسبوع وفقأ للتقرير المبدئي للتوزيع… وكان هذا عكس توقعاتنا نظرا لتوقيت طرح المجة في الأسواق و في شهر اغسطس … شهر الإجازات.
ان توزيع المجلة بهذه الصورة المباشرة فجر فينا الأمل ومسح تخوفاتنا التي تسربت الينا من طرح المجلة في شهر أغسطس ومايصاحبه من ركود في حركة البيع والشراء كما مسح ايضا القلق الذي يصاحب دائما بداية اي عمل جديد انتظارا لحكم القراء .
وفي اعتقادنا أن نفاذ المجلة في أيام قليلة انما يدل على وجود قاعدة عريضة من القراء المتشوقين للثقافة الجادة والفكر الأصيل… وهذا النجاح لانعتبره مقياسا كاملا للمجلة لان النجاح الكامل يتحقق بالزيادة المطردة في التوزيع ، وانما نعتبر هذا مؤشرا ايجابيا بأن جهودنا المتواضعة كللت بالتوفيق وبأن المجلة ولدت ولادة طبيعية على حد قول احد الأصدقا، الادباء في كلمته .
لقد وضعنا القراء امام مسؤولياتنا لبذل المزيد من الجهد للوصول بالمجلة الى المستوى الذي نطمح اليه جميعا .
شكرا للقراء وشكرا للزملاء الكتاب الذين استقبلوا المجلة باقلامهم الواعية المرحبة والمحتضة لمسيرة المجلة، ونرجو ألا تقف المشاركة عند حدود الحوار والجدل ولكن تتعدى الى المشاركة الايجابية بالكتابة في المجلة لتكون الوجه الثقافي الجاد في دولة الامارات .
مازلنا نؤكد ماذكرناه في لجلمة العدد الاول ان المجلة مفتوحة لكل الكتاب على مختلف اتجاهاتهم وتياراتهم لأن اهتمامنا الأول هو تكاتف كل الأقلام في سبيل رسالة الكلمة الجادة المؤثرة في المسيرة الحضارية وفي بناء الانسان بناء فكريا سليما .
مدير التحرير
إبراهيم سعفان
مجلة المنتدى
السنة الاولى – العدد السادس
ربيع الثاني 1404- يناير 1984
كلمة العدد
لغة العربية لغة القرآن
اللغة العربية لغة القرآن… كتاب المسلمين المقدس ولذلك يشدد أعداء الاسلام هجومهم على اللغة العربية بدعوى التطوير لتساير اللغة العربية تطور الزمن.
وهدف أعداء الاسلام تغيير شكل اللغة العرببة ليصبح بمرور الزمن القرآن غريبأ ويصبح الدين حينئذ غريبا أيضا 0 وبعد ذلك يصبح المسلم فريسة سهلة “لغسيل المخ” وحشوه بالافكار الهدامة.
فى الغريب أن يساعد عل ذلك كتاب عرب بحسن نية أو بسوء نية بحجة تبني الدعوات التجديدية ولايسمونهم بالتخلف. والمؤسف أ، ممظم هؤلاء الكتاب يسيطرون عن الساحة الأدبية والفكرية يؤثرون في الأجيال الشابة.
وعلى سبيل المثال الدكتور لويس عوض الذي لايترك فرصة الا و ينال من الاسلام والحضارة الاسلامية والعبقرية الاسلامية.
وليس هذا غريبا على الدكتور لويس عوض 0 فهذا فكره الذي أعلن عنه في ديوانه “بلوتولاند” الذي ذكر فيه أنه أقسم ألا يكتب حرفا باللغة العربية.. وقد أبر الدكتور لويس بوعده فعلا وكتب “مذكرات طالب بعثة” ولم يتخل الدكتور لويس عوض عن قسمه 0 الذي أقسمه تحت شجرة الدردار وهو في لندن عام 1932 تقريبا حتى الآن.
وبيائا لتأثير الدكتور عوض في الشباب نذكر عندما كان يشرف على الصفحة الادبية في الأهرام في الستينات كان لاينشر الا الأعمال الأدبية التي تتضمن رموزا مسيحية.
ان إلدكتور لويس عوض واحد من عشرات أمثاله يكمن خطرهم بانبهار بعض المثقفين بفكرهم وتبنيهم لهذا الفكر والترويج له.
ولذلك…
أولا – يجب مواجهة هؤلاء الكتاب بصراحة وتفنيد دعاواهم وبيان ماتنطوي عليه من زيف وخداع وتشويه لتاريخنا.
ثانيا – علينا أن نتمسك بفكرنا لأصيل المستمد من قيمنا الدينية وقيم مجتمعنا حتى لانضيع في دوامات المهاترات فنصبح كتابا بلاعنوان.
مدير التحرير
إبراهيم سعفان
مجلة المنتدى
السنة الاولى – العدد الثامن
جمادي الآخرة 1404 هـ – مارس 1984 م
كلمة العدد
التحدي الغربي
صور التحدي الغربي لنا مستمرة لا يحدها شكل أو زمان، وهدف هذا التحدي هو النيل من حضارتنا والقضاء على شخصيتنا لنظل دائمأ في الظل تابعين له نحن اصحاب الحضارة العريقة كان يسبح هو في بحر الظلمات.. وواضح من المحاولات الدائمة للهجوم علينا وعلى تراثنا ومقدساتنا أنه لم ينس الثأر بينه وبين الاسلام الذي أخذ منه أسبانيا.
والشخصية العربية تعنى عند الغرب الفكر الاسلامي لأنه يعلم تمام العلم ان الشخصية العربية والاسلام لا يفترقان.. يعرف أن الاسلام عصب الفكر عند الانسان العربي.. ولذا نجد كل المحاولات المباشرة وغير المباشرة التي يقوم بها أعداء الاسلام إنما تهدف أول ما تهدف الاسلام. واساليب اعداء الاسلام متعددة ومتنوعة وموجهة للانسان محاولة جذبه إلى مناطق الاستهتار والتمزق.. واذا كانت هذه الاساليب موجة للانسان العربي بعامة فإنها تهدف في الوقت نفسه المثقف بخاصة باعتباره مؤثرا مباشرا ينفذ مخططاتهم.. ولذا نجدهم يبعثون بأخوتنا وأبنائنا الذين يتلقون العلم عندهم بعد عمل غسيل مخ لمعظمهم مما يجعللم يقعون في منطقة الصراع التقليدي بين فكرين مختلفين كل الاختلاف ونجد أثر هذا الصراع في “عصفور من الشرق”. لتوفيق الحكيم “والحي اللاتيني” لسهيل ادريس وغيرهما من الاعمال الأدبية والاخرى التي تناولت هذا الموضوع – فكره الأصيل وقيمه الروحية التي تربى عليها والقيم الجديدة التي تفرس فيه الغرور والتعالي على أبناء جلدته ويممخر من تخلفهم ويدعوهم إلى مظاهر الحضارة الجديدة التي عرفها.. هنا يقع في ازدواجية الشخصية نتيجة التمزق الداخلي الذي يعانيه، مما يجعله ضعيفا غير قادر على أخذ قرار لصالحه وصالح ابناء جلدته. هذه الازدواجية في الشخصية هي فيما أعتقد واحدة من الآفات الخطيرة التي يعمل اعداء الاسلام على تعميقها في الانسان العربي.
والحل هو يقظة العقل العربي ليسنقذ نفسه من الؤامرات التي تحاك حوله والتمسك بقيمنا الروحية التي يريد أعداء الاسلام ان يقتلوها فينا كما قتلوها هم في انفسهم بايديهم في ظل التقدم المادي.. ونسوا ان قوام اي حضارة يراد لها ان تدوم هو التمسك بالقيم الروحية.
مدير التحرير
إبراهيم سعفان
مجلة المنتدى
السنة الأولى _ العدد العاشر
شعبان 1404 هـ – مايو 1984 م
كلمة العدد
حول التراث
ابن خلدون
تراثنا كنز لا ينفد معينة، يحتاج الى الكثير من جهد المتخصمين والمؤسسات الثقافية لتقديمه فى صورة مقبولة شكلا ومضمونا بمعنى تنقيحه وتبسيطه لنشجع القراء على قراءته خاصة الشباب بل يمكن طبعات مختصرة ومبسطة جدا للاطفال في مراحل اعمارهم المختلفة لنصل الطفل بتراثه ونربي فيه الذوق التراثي فيقبل على قراءته كبيرا بشكل اوسع دون نفور وهذا ما نراه مثلا في اعمال شكسبير اننا نجد الاهتمام بتقديم اعماله في طبعات تناسب كل مرحلة من مراحل الطفل . . واعتقد ان مثل هذا العمل ليس صعبا علينا لأن كل الامكانيات متوفرة ولا نحتاج الا التخطيط بين المؤسسات المعنية بالتراث والايجابية في العمل .
ومحاولة لتقديم اتتراث والتحاور معه نقدم هنا قراءات في بعض ابواب تاريخ ابن خلدون علّ التجربة تلاقي قبولا ممن يهتمون بالتراث فيقبلون عليها .
اول ما لفت نظري حديث ابن خلدون عن مقاصد التأليف سأحاول تقديمها مختصرة وسأحاول ان شاء الله بعد ذلك تقديم النص مبسطا. يذكر ابن خلدون ان مقاصد التأليف سبعة هي :
1. استنباط مسائل ومباحث تعرض للعالم المحقق ويحرص على ايصاله لغيره لتعم المنفعة، فيودع ذلك بالكتاب لعل المتأخر يظهرعلى تلك الفائدة .
2. شرح ما استغلق فهمه من كلام الاولين فيقوم الكاتب الذي فتح الله عليه بإيمانه ذلك للناس لتصل الفائدة لمستحقيها ويقول ابن خلدون ان هذه طريقة البيان لكتب المعقول والمنقول وهو فصل شريف.
3. ان يصحح المتأخر ما ورد من خطأ في كلام المتقدمين.
4. ان يتمم المطلع ما نقص من مسائل الفن ولا يبقى للنقص فيه مجال.
5. ترتيب وتهذيب مسائل العلم التى وردت غير مرتبة ولا منتظمة.
6. ان تكون مساثل العلم مفرقة في ابوابها من علوم أخرى ينتبه بعض الفضلاء الى موضوع ذلك الفن ويظهر به فن ينظمه في جملة العلوم .
7. تلخيص امهات الكتب وايجازها وحذف المتكرر ويقول ابن خلدون “بالاختصار والإيجاز وحذف المتكرر ان وقع مع الحذر من حذف الضروري لئلا يخل بمقصد المؤلف الاول” .
مدير التحرير
إبراهيم سعفان
مجلة المنتدى
السنة الثانية_ العدد 13
ذوالقعدة 1404 هـ – أغسطس 1984 م
كلمة العدد
رسالة المجلة الثقافية
المجلات الثقافية المتخصصة تختلف عن المجلات الأخرى مادة وقراء .
فهذه المجلات تهتم بتقديم الفكر الجاد الذي يبنى الإنسان فكريا واجتماعيا وحضاريا ، وتبتعد كل البعد عن التسطيح لتسلية القارئ العدي … وهذا ليس مجال المجلات الثقافيه الجادة … لأنها تخأطب القارىء المثقف بمستوياته المختلفة . . .
والمجلات الثقافية الجادة الهادفة عندما تتمسك بعمق و جدية موضوعاتها فإنها بذلك تخدم القارىء المادي بجانب القارىء المثقف لأنها تأخذ بيده في مسارات الثقافة الحقيقية التي تعالج قضاياه السياسية والاجتماعية بأسلوب علمى جاد بعيدا عن الإثارة وتملق القارىء . .
وعلاقة القارى، بالثقافة او بمعنى أصح بالأجهزة الثقافية اخذت الكثير من الجدل والنقاش انتهى إلى ان الاجهزة الثقافية مطالبة بأن ترتفع بالانسان العادي إلى الثقافة الجادة لتربية ذوقة وتعويده عل الثقافة الصحية وليست مطالبة بالنزول إليه فهذا يؤدي إلى الهبوط والاسفاف . . فإذا كانت أجهزة الاعلام مطالبة بالاهتمام بالثقافة الجادة وعدم الاسفاف:
أليست المجلات الثقافية المتخصصة أولى بالتزامها بالحرص على الفكر الجاد والجديد لتلبي حاجة قارئها المثقف بمستوياته المختلفة ، ليشعر بأنه يقرأ شيئآ جديدأ يستفيد به ، ونحن مطالبون بالتعلم من المهد إلى اللحد والخدمة الهامة للقارئ في نظري ليست في تسطيح المادة ولكن في تقديم الثقافة بسعر مخفض لتكون في متناول جمع القراء على مختلف مستوياتهم كما ذكرنا ، خاصة في هذه الأيام التي ارتفعت فيها أسعار الكتب والمطبوعات بشكل جعل المثقفين المتابعين لكل ما يصدر من كتب ومجلات يحجمون عن هذه المتابمة الان . .
ونظرا لارتفاع الاسعار هذا حرصت بعض المجلات ومجلة المنتدى واحدة من هذه المجلات على أن يكون سعرها مناسبا في متناول القارىء لتتحقق الخدمة الثقافية للقارئ المحروم من الثقافة الجادة والمحاصر بالكثير من المثبطات . .
ان المجلات الثقافية لها رسالة حضارية تؤديها من خلال الثقافة الحقيقية التي تغرس في الانسان القيم الدينية والخلقية بعيدا عن الشعارات المتملقة للجمهور.
مدير التحرير
إبراهيم سعفان
مجلة المنتدى
السنة الثانية_ العدد 14
ذوالحجة 1404 هـ – سبتمبر 1984 م
كلمة العدد
الحداثة والتراث
الحداثة في مفهوم بعض الادباء الشبان هدم الماضي والتنكر للتراث كلية ، ويأتي هذا المفهوم من اعتقاد البعض منهم بأنهم جيل بلا اساتذة … اي نشأوا دون جذور ضاربة في اعماق الأرض تثبت اقدامهم وتصلب عودهم أمام عواصف الرياح القوية … وقد يأتي حذا المفهوم ايضأ من فئة اخرى تبحث عن الشهرة بالمخالفة في الرأي وكل هذا مقبول لو قدم لنا هؤلاء وأولئك نتاجا ادبيا نحني له الرأس ونعترف له بالعبقرية والتفوق .
والحقيقة التي اغفلها هؤلاء الشبان المقلدون لمن سبقهم على الدرب من الشعراء الكبار ان هؤلاء الشعراء اضافوا الى التراث الشعري ما يعتبر جديدا وتطويرا يستحق الاحترام والدراسة والتأمل ومن هؤلاء صلاح عبدالصبور عبدالرحمن الشرقاوي وعبدالمنعم عواد يوسف والسياب ونازك الملائكة وادونيس وغيرهم كثيرون .
لقد قدم هؤلاء ما قدموا من نتاج شعري جديد بعد دراسة متأنية واعية للانتاج الشعري السابق ، ولم ينكروا أحدا من الشعراء السابقين ، ولم ينكر احد منهم تراثه ولكنه اعاد النظر فيه بعين المحب المتفحص المدقق ليخرج ما يحويه من كنوز يستفيد بها 0 وليعرف الى اين وقف السابقون ثم يضيف بعد ذلك … لقد انطلقوا بوعى لحركة التاريخ وبفهم لحركة التطور التي تتكون من حلقات تسلم كل حلقة إلى الحلقة التي تليها . . لهذا كان النقاد يحاسبونهم على قدر ما قدموا . . فهل هؤلاء الشبان الذين منادون بالتمرد ويتنكرون لكل تراثهم . . ولا يعترفون بشوقى وحافظ والمتنبى . . قدموا لنا ما يستحق النظر والنقد ويتلاءم مع تمردهم هذا ، ونحن هنا نسوق ما قاله ادونيس وهو واحد من الشعراء الكبار الذين يؤمنون به ويقلدونه ( في حوار له في جريدة الرياض العدد 5898 اغسطس 1984 م ) يقول عن الحداثة “الخطأ هو المفهوم الشائع عن الحداثة في الشعر خصوصا يتصور البعض ان الحداثة الشعرية هي الخروج عن الوزن والخروج عن القافية . . هذه مسألة شكلية . . ذلك مفهوم شائع وهو من ابسط المفهومات وابسط الاشياء . . نظرية خاطئة مائة بالمائة . . انها حداثة سطحية كأن يقول لك احد … المرء يصبح حديثا بمجرد تغيير ملابسه . . فهذه حداثة سطحية جدا … رغم ان الشكل مهم في الاخر… اهم شيئ هو الشكل لكن كانبثاق وكتتويج لحركة شاملة في اعماق الناس ، في الحياة والفكر . . آنذاك يأتي الشعر لكي يعبر عن الحركة الداخلية . . ولكن نتلهى سطحيا بتغيير الكلمات أو الاتكال كانما لا نكتب وزنا ، هذا شيىء سطحي وغير شعري اساسا . . هذا المفهوم الشائع من الحداثة . يجب ان نتخلص منه يجب ان يرفض بتاتا … الحداثة نظرة شاملة للحياة والانسان “المجتمع بهذه النظرة الشاملة ، يجب ان تتغير مفهوماتنا التقليدية . . قيمنا الشعرية . . علاقاتنا باللغة 0 وعلاقة اللغة بالاشياء.
ويقول ايضا عن المتنبي انه باق وكذلك الشعراء القدماء . . هذه هي اهمية الفن … الفن هو روح التاريخ وروح الانسان. ان الشعراء في العالم ، في مختلف حقب التاريخ نجدهم كانهم يتجاورون كأشجار تتجاور في غابة واحدة عبر الأزمنة وعبر الامكنة”.
لقد آثرت أن أنقل اكبر قدر من كلام ادونيس عن الحداثة والتراث .. لنبين للشباب الذين يقلدون أن من يقلدونهم أساتذة واعون لما يفعلون ، ولما يهدفون اليه ، ويعملون كل شيىء بعد دراسة واعية للتاريخ لعرف أين موقعه تماما.. و من هنا يأتي أهميتهم وخطورتهم.. فهل يفهم الشباب ويعقلون ويتعقلون حتى يكونوا مهمين وخطرين فعلا ويحني التاريخ لهم الرأس فليحاولوا فللمجتهد ثوابان ان اصاب ثواب وثواب إذا أخطأ
ويكفي الشباب فضل الإجتهاد.. فهل نكون مجتهدين بدلا من أن نكون تابعين؟
مدير التحرير
إبراهيم سعفان
مجلة المنتدى
السنة الخامسة عشر_ العدد 169
كلمة العدد
مجلة المنتدى
السنة خامسة عشر_ العدد 179
صفر 1419هـ – يونيو 1998م
كلمة العدد
مجلة المنتدى
السنة الخامسة عشر_ العدد 174
كلمة العدد
مجلة المنتدى
السنة الخامة عشر_ العدد 180
ربيع الأول 1419هـ – يوليو 1998م
كلمة العدد
مجلة المنتدى
السنة السادسة عشر_ العدد 181
ربيع الثاني 1419هـ – أغسطس 1998م
كلمة العدد
مجلة المنتدى
السنة السادسة عشر_ العدد 183
جمادي الآخرة1419هـ – أكتوبر1998م
كلمة العدد
جلة المنتدى
السنة السادسة عشر_ العدد 192
ربيع الأول 1420هـ – يوليو 1999م
كلمة العدد
مجلة المنتدى
السنة 17_ العدد 195
جمادي الأخرة 1420هـ – اكتوبر 1999م
كلمة العدد
مجلة المنتدى
السنة 18_ العدد 205
جمادي الأول 1421هـ – أغسطس 2000م
كلمة العدد
مجلة المنتدى
السنة 18- العدد 207
2000 م
كلمة العدد
الإسلام والغرب (1)
سيظل الشرق شرقا والغرب غربا ولن يلتقيا طالما الغرب تسيطر عليه نزعة الكره لشرقنا الإسلامي والثأر والسيطرة والاستعمار ، وهذه النزعة السوداء تمتد جذورها في عمق التاريخ منذ ظهور الإسلام وازدهاره وانتشار دعوته في بقاع الأرض شرقها وغربها ؛ في الهند ، وفى قرطاجة عام ٦٤٧ ، وسمر قند عام ٦٧٦ ، و ا سبا نيا 710 وفي عام ٧٢٢ أخذ العرب يقرعون ابواب باريس ، حاملا معه حضارة راقية تحمل مشعل ا لتنوير والحرية والمساواة بين الناس دون تمييز لجنس أو لون كما قال الله سبحانه وتعالى إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبا نل لتعارفوا إن أ كرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (الحجرات). وقد شهد للحضارة الإسلامية علماء وفلاسفة غربيون ، فنجد سبنغلر معجبا با لحضارة العربية وذلك حين قرر أن الحضارة العربية كانت كالحضارة الفاوستية تؤمن بثلاثة أبعاد ، أي طول وعرض، وعمق ، ولكن الفرق ببن العمق الفاوستي والعمق العربي هو أن العمق الفاوستي يتسا مى عا ليا ليحلق في ا لفرا غ ، بينما أن ا لعمق ا لعربي ينحدر ليغوص عميقا فى باطن ا لارض ( تدهور الحضارة الغربية ؛ آسوالد سبنغلر ، ترجمة احمد ا لشيبا نى ص ١٢).
لهذا كرس الغرب مخططاته ، و جيش الجيوش ، وجند المستشرقبن للهجوم على الإسلام و تشويهه للقضاء عليه و على حضارته التي تهدده ، و لكن رغم هذ ا كله ستظل شعلة الإسلام مضيئة يسعى نورها في أرجاء المعمورة رغم أنف الأعداء لأنها شعلة يحفظها الله ، فلا غالب إلا هو ، يريدون لبطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ( الصف ٨).
إن الغرب – أمريكا لا يتورع من استخدام أي وسيلة من اغراء مادي ومعنوى ، ووعد ووعيد ، وترغيب وترهيب، ولنا فبما حدث عندما فشلت قمة كا مب ديفيد ا لثا نية عبرة ، ماذا فعل ا لرنيس الأمريكي أرغى وأزيد ، وغضب وثار ، وهدد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس ، وهدد الدول العربية ا لتى رفضت الضغط على الفلسطينيين ليخضعوا للمقترحا ت ا لا مر يكية – ا ليهودبة . إ نهم لن ير ضوا عنا حتى نتبع ملتهم ، وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من ذلك بقوله فى كتابه الكريم: هدى ا لله هو الهدى و لئن اتبعت أهواءهم بعد ا لذى جاءك من العلم مالك من ا لله من ولى و لا نصير ( البقرة — ١٢٠). ويرجع العداء الغربي للإسلام إلى مصدرين :
1- المرجعية التاريخية القد يمة التي تحفظ انتصارات ا لإسلام على ا لغر ب ، فهو لم ينس الآند لس ، وهز بمتهم فى ا لحر وب الصليبية، ولم ينس أيضا دخول ا بنائه في الإسلام طواعية بحب وإيمان بمبادى الإسلام، وقد بين محمد الدعمى سبب ا لتنافر والعد ا ء بين ا لغرب و ا لإسلام . يكمن هذ ا ا لننا فر القد يم قدم ظهور الإسلام واستشعار أوروبا به على تحد عسكري وفقهي متواصل كان هذا الدين الجديد قد شكله منذ أن برز المقاتلون ا لعرب لاول مرة خارج حدود الجزيرة العربية على مشارف حواضر بلاد الشام الخضراء ( المنتدى العدد ١٩٦ نوفمبر ١٩٩٩ ).
٢ – ا لمستشرقون المغرضون ا لذين يسيحون في بلادنا تحت اعيننا باسم البحث ا لعلم هم ا لذين يغذون العقل ا لغربى بالأفكار العدائية ضد الإسلام ، ويمدون بلادهم بادق المعلومات السرية سياسية أو عسكرية أو علمية ، أو ثقافية ا لتى ساعدت الدول الغربية على استعمارنا .
ها هو رأي سانشيز البورنوز في الوجود العربي بالاندلس ،فهو يعتبر العرب والإسلام عاملا مزعجا وضارا بصورة عامة انحرف باسبانيا بعيدا عن تطور التراث الروماني ا لذي عرفته ا لأمم اللاتينية |لاخرى ـ وهوعامل رسخ في ا لشخصية الاسبانية بعض الخصائص |لسلبية والنزعة الملكية المطلقة والانعزال عن أوروبا ( تراث ا لانسا نية ط ١ – ص ١١٩).
وبين محمد الدعمي في مقاله بواكير الوعي الاوربي بالإسلام إن الكتاب الأوروبيين بسبب حالة الطو|رىء التي فرضها الاجتياح ا لإسلامي المباغت اضطروا إلى الارتكاز على الافتراضات و ا لتكهنا ت ، في جهد با ئس لتفسير الظاهرة ا لتاريخية ا لجد يدة التي قلبت الموازين وغيرت خارطة العالم القديم … ونظرا لإخفاقهم في إيراد التفسير المطلوب من قبل روما ، الامبراطورية والكنيسة ، انطلقت حملة تشويه ، وحملة فبركة الاساطير والخرافات وتسويفها مركزة على عقائد ا لإسلام الرئيسية وعلى شخصية ا لرسول ا لكريم محمد صلى ا لله عليه وسلم إ ، ا لذي عدوه مؤسس الإسلام في محاولة لإزالة الهالة القدسية المحبطة بالإسلام بوصفه دين الله الحق ، ا لا مر الذي سوغ لهم إطلاق تعبير “المحمدية” بديلا عن الإسلام ، والمحمديون بديلا عن المسلمين ( ا لمنتدى ا لعدد ١٩٦ نوفمبر ١٩٩٩ ) .
وامتدت افتر ا ءاتهم أيضا إلى القرآن ا لكريم فطلقوا عليه كلمات ا لاءساطير والخرافات فعلوا كما فعل كفار قريش كما يقول الله سبحانه وتعالى “وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أسا طير |لاولين ” ( النحل – ٢٤) ، فالتاريخ يعيد نفسه، إنهم يتوا رثون ا لضلال جيلا بعد جيل، فطمس ا لله على قلوبهم –
وهذا ما ذكره جوستا ف فون جرونيباوم في كتابه حضارة الإسلام ، ترجمة عبد العزيز توفيق ، عن نيكيتاس – بيزنطي كتب فى النصف ا لثانى من القرن التاسع- منتقدا النبي لإقدامه على قص قصة أهل الكهف لروايته إياها بتلك الطريقة الفاحصة فيقول إن الأسطورة المحمدية السابعة عشرة ا لتي تسمى سور ة ا لكهف ، وتروى قصة فرار فتية إفسوس و البررة السبعة إلى الكهف . ويذكرهم ذلك البدوي الأمي ( يقصد سيدنا محمد عليه السلام ) لسببين أولهما إظهار العلم ا لكثير من الكتب المنزلة ، وثانيهما استخدام المعجزة التي منحوها لمصلحة تعاليمه – ولما كان يعلم انهم كانوا مسيحيين و انهم أو بالاحرى أجسادهم – ظلوا محفوظين من البلى بعد الممات تظاهر بتجاهل التفا صيل نظرا لمرور هذا ا لعدد الجم من السنين (ص 43). يتبع ـ
مدير التحرير
إبراهيم سعفان
مجلة المنتدى
السنة السابعة عشر- العدد 199
ذو القعدة 1420هـ – فبراير 2000م
كلمة العدد