عقد وزير المالية السعودي محمد الجدعان مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن ميزانية الاقتصاد السعودي والكارثة الاقتصادية التي قد تحل بالسعودية ما لم نر الواقع كما هو ونقول بمعالجته. ودعا الى التقشف بشدة وأشار الى العجز في الميزانية العامة وتباطؤ النمو ورفع الدعم وفرض رسوم جديدة.
ويمكن اعتبار تصريح وزير المالية السعودي من اخطر التصريحات السعودية حول وضع المملكة العربية السعودية اقتصاديا.
وقال وزير المال : كم تتخيلون دخلنا من النفط هذه السنة؟ الجواب دخلنا من النفط هذه السنة 329 مليار ريال فقط. علشان اضعها في السياق المناسب، الرواتب تكلف الحكومة 480 مليار ريال سنويا. يعني النفط لا يكفي حتى لدفع الرواتب ومع الإيرادات الأخرى التي هي حوالى 200 مليار يعني سيكون مجموع الإيرادات الحكومية لهذه السنة 530 مليار ريال، كافية للرواتب ولكن لا تكفي الصيانة مثلا، الصيانة والتشغيل تقريبا تكلف الحكومة 200 مليار ريال سنويا، لو اضفناها للرواتب يكون مجموعها 700 مليار ريال، هذا ولم نصرف شيئاً على المشاريع أي شيء يزيد على 700 مليار او أي مشاريع أخرى، ستزيد على الـ 700 مليار التي صرفناها.
وتابع : ولذلك وللأسف، اعتقد انه لا يوجد خيار اخر غير ان نغير من هذا السلوك، قرارات رفع الدعم وبعض الرسوم ستكون مؤلمة جدا ولكن عدم إقرارها قد يعني اننا سنواجه ألماً اشد بكثير بعد 5 او 6 سنوات. لذلك دعونا نتعامل مع الواقع، السنوات الخمس القادمة ستكون صعبة، ستكون صعبة على الجميع، على المواطن، وعلى المؤسسات والشركات وأيضا على الوافدين، حسب الأرقام المعلنة في برنامج تحقيق التوازن المالي سيصل ما ستحصله الحكومة من الرسوم ورفع الدعم الى اكثر من 300 مليار ريال، هذه الـ 300 مليار ريال لم تأت كمصدر جديد للدخل ليست دولارات جديدة لكنها جاءت من داخل الاقتصاد، وبالتالي هذه الـ 300 مليار تنقص من المواطنين او الشركات او الوافدين، هذه الثلاثة الاطراف هي التي ستتحمل دفع هذه الفاتورة. نعم يوجد أيضا برنامج حكومي لتخفيف الألم على الطبقات الأدنى لكن المبلغ المعلن حوالى 70 مليار ريال. لذلك حتى لو نجح هذا الدعم لتخفيف الألم عن بعض الشرائح الأدنى، لان الغالبية ربما منا سيتأثرون سلبا، المظلة الاقتصادية ستكون انيقة جدا، سيكون في تباطؤ حاد في النمو الاقتصادي، شركات كثيرة ستقفل أبوابها بخاصة بعد رفع الدعم وفرض الرسوم على العمالة، المستوى المعيشي للمواطن سينخفض، القدرة الشرائية للمواطن ستنخفض، تقدر ان تفترض مبدئيا ان القوة الشرائية ستنخفض على الأقل 30 في المئة خلال الـ 4 او الـ 5 السنوات القادمة. وهذا بدوره أيضا سوف يضر القطاع الخاص لان القوة الشرائية للناس اذا انخفضت، الحركة في القطاع الخاص أيضا تنخفض. وأخيرا اعتقد ان اعداداً كبيرة من الوافدين ستغادر ربما مليونين او ثلاثة خلال الخمس السنوات القادمة.
وقال : المشكلة الكبرى في رأيي والضرر الأكبر هو ان عدد الوظائف التي ستخلق في الاقتصاد ستكون قليلة جدا، واضاف : وبالتالي سيلاقي الخريجون الجدد صعوبة كبيرة في إيجاد الوظائف، خلال السنوات القادمة، انا كنت حريصاً ان أقول الواقع كما هو من دون تلميع او تهوين، لأننا ان عرفنا ماذا يصير، نستطيع ان نتعامل معه بالطريق الصحيح. سلوكنا سيتغير ويجب ان يتغير في الفترة القادمة.
وفي الختام توجه الى السعوديين بالقول : اذا كنت ناوي ان تشتري سيارة 4 سيلاندر، ارخص شيء ممكن يؤدّي المهمة، وان تشتري شقة، اصغر شيء يكفيك، فاتورة الكهرباء رح تهدّ «ضهر »أي احد، وفوق هذا اذا كان البيت صغير او الشقة صغيرة لا تضطر ان تجلب شغالة، السفر ممنوع، هذه السنة والسنوات القادمة لا نسافر. ابتداء من هذا الشهر وفر على الأقل 30 في المئة من دخلك اضغط على نفسك لكي تصل الى هذه النقطة، اذا كنت تعمل في القطاع الخاص لا تفكر في ترك الوظيفة، وضاعف من جهدك كي لا تخسرها، اذا كنت عاطل وعايش مع ابوك، مثلا اعمل في أي وظيفة حتى لو كانت بـ 3 الاف. على الأقل «علشان» تخفف عليه العبء المالي. اذا كنت صاحب عمل او بيزنس انتبه لا تتوسع الان وقس تكاليفك مرة اخرى، افترض مبدئيا ان مبيعاتك ستنخفض على الأقل 40 في المئة وتكاليفك سترتفع 30 في المئة، وعلى هذا الأساس تقدر تقييم قدرتك على الاستمرار او التوسع او غيره. تكلفة العامل الأجنبي ستصل الى حوالى 10 الاف ريال سنويا في 2020، فضع ذلك في الاعتبار وادخله في كل دراستك لوضع السوق وخططك المستقبلية.