بقس

السبسي: تونس دولة مدنية مرجعها الدستور.. ولا علاقة لنا بالدين أو القرآن

بقس
بقلم : شعر: محمد جربوعة

يقول قائل : لمَ لم يكتب عن التغيير الوزاري الذي يمس حياة الناس هنا ، وكتبَ عن تصريح (بقس) هناك ؟ فأقول : أنا لا أناضل من أجل الشعوب ، أنا أنتصر للثوابت والمقدسات .. والإساءة للقرآن ليست شأنا داخليا لا يجوز التدخل فيه ..القرآن كتاب أمة..

(الشَّيْبُ والعيبُ) .. هذا قاله المثلُ
وقال أسلافُنا: ( بالعار يحتفلُ)

ألستَ تنظرُ في المرآةِ ؟.. يا عجبا
ألا ترى الشيبَ في صدغيكَ يشتعــلُ ؟

وعاقلُ القومِ حين الشيب يأكلهُ
ينسى الذي كان في الماضي، ويعتـزلُ

ومَن بسنكَ حين العمر يخذلـــهُ
يميل للهِ في ضعف ويبتهـــلُ

وأنت بالرد للآياتِ – يا أسفي-
والطعنِ في ما قضاهُ اللهُ منشغلُ

هذا – وربّكَ- في الأعمار أرذلُها
(الشَّيْبُ والعيبُ) .. والإرجافُ والخَطلُ

فكيفَ قلتَ الذي قد قلتَ مجترئا؟
جننتَ ؟ أم أنتَ في ما قلتهُ ثمِــلُ ؟

ألستَ تخجَلُ مما صرتَ؟ أم أبدا
أمثال جنسكَ لا يأتيهمُ الخجلُ ؟

مَنْ أنت؟ ربٌّ ؟ نبيٌّ مرسلٌ؟ ملَكٌ
يزيدُ في الدينِ ما يهوى ، ويختزلُ؟

وأنت لو نسمةٌ هبّتْ بأمسيةٍ
لأوقعتكَ كبوّ القشّ(1) يا رجلُ

من عهدِ فرعون ، منذ الله أغرقهُ
وأنتَ بين (دعاوي الشرّ) تنتقلُ

قضيتَ في الدرب قرنا..لم تصل ..فمتى
قل لي بربّكَ يا مشؤوم قد تصلُ ؟

سوء النهايةِ هذا.. والشقيُّ على
خطّ النهايةُ تخطي رجلَهُ السبلُ

أياتُ ربّكَ تبقى مثلما نزلتْ
ورغمَ أنفكَ، نتلوها ونمتثلُ

حتى إذا كنتَ لا ترضى ، وتكرهها
تظلُّ في دمنا الشرقيّ تشتعلُ

ورغمَ أنفِ رياحِ السوءِ عاصفةً
يبقى كما كانَ قبل الصرصرِ الجبلُ

تبقى المواريثُ .. (… حظِّ الأنثيينِ)، ولا
يبـدّل اللهُ ما لم يرضــــهُ (هُبَــلُ)

ماذا ربحتَ .. وهذي الأرض في دمها
اللهُ ، والدينُ، والقرآنُ، والرسلُ ؟

وأنتَ لا شيء .. لا شيئينِ..جعجعةٌ
عنزٌ يظنّ بجهلٍ أنّه جَمَلُ

ولستَ وحدكَ ..في التاريخ (أبقسةٌ)(2)
وكلّهم بعدما قالوه قد رحلوا

يوما سترحل ..(قلْ لا).. ثمّ في كفَنٍ
إلى المهيمنِ ، يا هذا ستنتقلُ

ويقرأ الناسُ في التأبين : (…ذائقةُ)
وبالشريعة يبقى الحكم والعملُ

هامش:

1- البوّ: جلد الحُوار أو العجل ، حين يموت ، يُحشى قشا أو تبنا ، ويقرّب من أمه خداعا لها ، لتدرّ الحليب..
2- أبقسة : جمع بقس ، وهي الأحرف الأولى من اسم المعني..
الثلاثاء 15 آب- أغسطس 2017 م

زايد بن سلطان

أبو الجميع قيادة وريادة

الاتحـــــــــــــــــادُ قَصيدةٌ وحُروفُها
وأبو الجميــــــــــــــــعِ قِيادةً وريادةً
ماضٍ يُحقِّقُ في الحيــــــاةِ طُموحَنا
نِعَمُ الحيــــــــــــــــــــاةِ كَثيرةٌ لمكافِحٍ
وطَني دَمي يَنْســـــابُ بَينَ جوانِحي
يا أخْتُ لا زَرْعٌ يُقيــــــــــــتُ جِياعَنا
يا أخْتُ كَيفَ لَنــــا الأمانُ وقُوتُنا
يا أيُّها الأمُّ الصَّبــــــــــــــورةُ جَدِّدِي
لا تَطْلُبَنَّ مِنَ الـــــــــــــرِّجالِ كَرامةً
لا تَقْنَعُوا مِنْ حاضــــــــــــــرٍ بِنَوالِهِ
كُلٌّ يَشُدُّ على يَمـــــــــــــــــــينِ رَفيقِهِ
وَطَنٌ حَنَــا.. أعْطى.. فَيومُ هَوانِهِ
لا تُفْسِــــــــدوا نِعَمَ الإلَهِ بِجَحْدِها
يا أخْتُ كَيفَ عُــــــروبتي في عالَمٍ
تِقْنِيَّةٌ حاطُـــــــــــــــــوا بِكُلِّ خَفِيِّها
أرْسَوْا قَواعِــدَ في الفَضاءِ تَنافُساً

أبْناؤها وقِــــــــــــــــوامُها الأمَراءُ
هُو “زايدٌ” تُجْلَـــــــــــى بِه الظَّلْماءُ
بالرِّفْقِ حتَّــــــــــــى عَمَّتِ النَّعْماءُ
ما لَمْ تُغَيِّرْ نَفْسَـــــــــــــــهُ الأهْواءُ
فكأنَّه والرّوحُ فيَّ ســــــــــــــــــــواءُ
يَوماً ولا خَيــــــــــــــطٌ بهِ الإكْساءُ
ولِباسُنا مُلاّكُــــــــــــــــه الأعْداءُ؟
عَهْدَ الإباءِ فـــــــــأمُّكِ “الخَنْساءُ”
إنْ غابَ عَنْ لَبَــــــنِ الرَّضيعِ إباءُ
إنَّ القَناعـــــــــــــــةَ للشَّبابِ فَنَاءُ
إنَّ التّآزُرَ في الحيــــــــــــــــاةِ بِناءُ
ألاَّ يَكُونَ لَدَيكمُـــــــــــــــــــو فُضَلاءُ
سَتَزولُ إنْ لَمْ تَرْعَهــــــــا العُقَلاءُ
عُلَماؤهُ قد حَقَّقُـــــــــــوا ما شاؤوا
وتَخافُهمْ في بُعْـــــــدِها “الجَوزاءُ”
هل يَحْمِلَنّ لِواءَهــــــــــــا الأبْناءُ؟

شعر: سلطان بن علي العويس

قصيدة وثبت تستقرب النجم مجالا

الشاعر عمر أبو ريشة

 

وثبتْ تَستقربُ النجم مجالا
وتهادتْ تسحبُ الذيلَ اختيالا
وحِيالي غادةٌ تلعب في
شعرها المائجِ غُنجًا ودلالا
طلعةٌ ريّا وشيءٌ باهرٌ
أجمالٌ؟ جَلَّ أن يسمى جمالا
فتبسمتُ لها فابتسمتْ
وأجالتْ فيَّ ألحاظًا كُسالى
وتجاذبنا الأحاديث فما
انخفضت حِسًا ولا سَفَّتْ خيالا
كلُّ حرفٍ زلّ عن مَرْشَفِها
نثر الطِّيبَ يميناً وشمالا
قلتُ يا حسناءُ مَن أنتِ ومِن
أيّ دوحٍ أفرع الغصن وطالا؟
فَرَنت شامخةً أحسبها
فوق أنساب البرايا تتعالى
وأجابتْ : أنا من أندلسٍ
جنةِ الدنيا سهولاً وجبالا
وجدودي، ألمح الدهرُ على
ذكرهم يطوي جناحيه جلالا
بوركتْ صحراؤهم كم زخرتْ
بالمروءات رِياحاً ورمالا
حملوا الشرقَ سناءً وسنى
وتخطوا ملعب الغرب !! نِضالا
فنما المجدُ على آثارهم
وتحدى، بعد ما زالوا الزوالا
هؤلاء الصِّيد قومي فانتسبْ
إن تجد أكرمَ من قومي رجالا
أطرق القلبُ، وغامتْ أعيني
برؤاها، وتجاهلتُ السؤالا

* عمر أبو ريشة ( 1910 ـ 1990 )
شاعر سوري شهير، ولد في منبج في سوريا، وتلقى تعليمه الابتدائي في حلب، وأتم دراسته الثانوية في الجامعة الأميركية، ثم أرسله أبوه إلى انجلترا عام (1930م)، ليدرس الكيمياء الصناعية. يعتبر عمر أبو ريشة من كبار شعراء وأدباء العصر الحديث وله مكانة مرموقة في ديوان الشعر العربي، كان له حضور دبلوماسي كبير فقد كان سفيراً لبلده في النمسا والهند وأميركا، حمل في عقله وقلبه الحب والعاطفة للوطن وللإنسان وللتاريخ السوري والعربي وعبر في أعماله وشعره بأرقى وأبدع الصور والكلمات والمعاني.والقصيدة من عيون شعره في وصف حسناء اسبانية جلست قربه في الطائرة، وهي تقترب في معناها من قصيدة نزار قباني (غرناطة) التي يصف فيها دليلته الاندلسية.

قصيدة غرناطة

لنزار قباني

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
عينان سوداوان في جحريهما
هل أنت إسبانـية؟ ساءلـتها
غرناطة؟ وصحت قرون سبعة
وأمـية راياتـها مرفوعـة
ما أغرب التاريخ كيف أعادني
وجه دمشـقي رأيت خـلاله
ورأيت منـزلنا القديم وحجرة
واليـاسمينة رصعـت بنجومها
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها
في وجهك العربي، في الثغر الذي
في طيب “جنات العريف” ومائها
سارت معي.. والشعر يلهث خلفها
يتألـق القـرط الطـويل بجيدها
ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي
الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضها
قالت: هنا “الحمراء” زهو جدودنا
أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازفاً
يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت
عانـقت فيهـا عنـدما ودعتها

ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد
قالت: وفي غـرناطة ميلادي
في تينـك العينين.. بعد رقاد
وجيـادها موصـولة بجيـاد
لحفيـدة سـمراء من أحفادي
أجفان بلقيس وجيـد سعـاد
كانـت بها أمي تمد وسـادي
والبركـة الذهبيـة الإنشـاد
في شعـرك المنساب..نهر سواد

ما زال مختـزناً شمـوس بلادي
في الفل، في الريحـان، في الكباد
كسنابـل تركـت بغيـر حصاد
مثـل الشموع بليلـة الميـلاد..
وورائي التاريـخ كـوم رمـاد
والزركشات على السقوف تنادي
فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي
ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي
أن الـذين عـنتـهم أجـدادي
رجلاً يسمـى “طـارق بن زياد”

 

القصيدة التي حازت المركز الاول عربيا في مسابقة شجن الحروف

القصيدة التي حازت المركز الاول عربيا في مسابقة شجن الحروف والتي اقيمت بمدينة أغادير بالمغرب للشاعر اليمني  د/عبد الكريم العفيري:

و جئت من سـبأٍ أشـدو بقافــــــيتي
أُهـيم وجداً بذاتِ الرّونقِ الحــــسنِ

ونشوةُ السّكرِ تنتابُ الحشــــا شغفاً
كأنني تـائـهٌ فــــي غفـــــلة الـزّمنِ

وهبتُها الروحَ و اسـترخصتُها ثمناً
لأجلها يرخصُ الغــــالي من الثّمنِ

لهوتُ دهراً طـــــــويلاً في مفاتنِها
و استقبلتني بحضــــــنٍ دافئٍ مرنِ

و عانقتني بلا خــــوفٍ و لا خجلٍ
و ثغرُها جـــاد لي بالغيثِ والمُزُنِ

حتى توارت شفــــاهي في شفائفها
دخلتُ في نوبةٍ عظمـى من الوسنِ

وجدّتُ في صــدرها الدّفاق متّكئي
و في لمى شــفتيها قد رست سُفني

أنا الـذي يا صـــــباباتي فـُتـنتُ بها
وهل هناك سـوى عشقي من الفتنِ

والله والله لم يـُخـــــــــلق لها مـثـلٌ
فوق الثرى أبداً في ســــائر الزمنِ

ودّعـتُها ودمـــــــوعُ الوجـدِ هاطلةٌ
أشكو النّوى وأنا فــي غايةِ الحَزَنِ

اللهُ يـعـلـمُ مـا فـــــــــــارقـتُـها أبـداً
روحي التي في وداعي فارقت بدني

قفوا حـــــــــداداً و لفّوا من جدائلِها
حولي قليــــــلاً لأنّي اخترتُها كَفَني

و في ثرى روحها فلتدفنوا جسـدي
و لتكتبوا فوق قبري عاشــق اليمنِ

تلوتُ للعشـــــق في محرابها سوراً
بمحكم الذّكــــــــرِ والآياتِ والسّننِ

فهل اتاك حـــــــديث القوم من إرمٍ
ذاتِ العـــــــــمادِ سواها قط لم يكنِ

أريكتي عرش بلقيس العــظيم وفي
قصـــــور غمدان مهوى كلِ مفتتنِ

ما بالُها اليـــــــــوم بالأوجاعِ مثقلةٌ
وتشتكي سطـــــــوة الآلامِ والمحنِ

وتنزفُ القهرَ فــي صنعاء أوردتي
وتصطليني جحـيم البؤس في عدنِ

تفاءلي يا ربا قـــــحطان و ابتسمي
وعانـقـيـني لأنّ الــــــــبـين أرّقـَني

بعقل بلقــــــــيس هاقد جئتُ متّشحاً
سيفَ الإرادة من سيف بن ذي يزنِ

أنا سفـيرُ بلادي فـي مــــــواجـِعـها
و صوتُها الحرُّ في الأقطار والمدنِ

منذ الــــــولادة لو خُيّرتُ في وطنٍ
لقلت يا أيها الـــــــــدنيا  أنا يمـــني