قصيدة أوتار أندلسيّة وردّ الشاعر موفق العاني

 

يا ارض أندلــــــس يامجد من ذهبوا
يا
ارض أندلــــــــس اين الـــــذين هنا
أزور أرضـــــــــــك لي في كل ناحيةٍ
أزورهـــــــــا وبقلبـــــــــي ألف نائحةٍ
وزرت قرطبـــــــة والمجــــد كان لها
كانت منــــــارا لأوروبا بكاملـــــــــها
وزرت غرناطـــــــة والقصــر توجها
وللميـــــــاه خريـــــــــر بل وهندســـة
وفي الأزقـــــــــة قد قابلـــــت صبيتها
ملامـــــح العرب قد بانـــــــت بغيدهم
أين الملــــــــوك وما شــــادوه من قممٍ
كانوا علي صهــــــوات الخيــل حامية
قلاعهــــــــم وحصــــــون كان مبعثها
حموا الثغــــــــــور وشادوا كل مفخرة
صهيلـــــها كان في الوديــــان معجزةً
وأذعـــــــن الدهر بل أرخــــــي أعنته
أين الأخـــــــلاء بن زيــــــدون قائدهم
عبير مجلســـــــها من كـــــــــل زنبقةٍ
هذي ديارهــــــــم هذي مرابعهــــــــم
تحكــــــي الرسوم عن الأجداد قصتهم
دخلت في زمـــــــرة السياح يشرح لي
صرخت ياهـــــل تري لم يبق من أحدٍ
لا لست احتــــاج فالفصحى هنا نطقت
عرجت أنبـش في الحيطان كيف متي؟
ردت علــــــــي رسوم الـــــدار هازئةً
مضــــــوا ومر مـــع التاريخ وأندثرت

 

لم يبـــــــق منهم سوي اثار مــارسموا
كانوا وبالعـــــدل قد سادوا وقد حكموا
ذكري وذكــــــراك لاتنفــــــــك تحتدمُ
أبدي التحيــــــه والاشواق تضطــــرمُ
كانت عروســـــــا بتاج الملك تتســـــمُ
الكل يعــــــــرف هذا بل ويحتــــــــرمُ
وللحــــــــــدائق في أرجائها نغـــــــــم
أني ذهبـــــــــت تري فناً له قيــــــــــم
سيمـــــــــاهم عرب ينقصهــــــم الكلم
والسحـــــــر يملؤها واللطــف والكرم
وأين أمجــــــــادهم بل أين جنـــــــدهم
يتابعــــــــون مع إلاشراق زحفـــــــهم
نور وكــــــــان مع الجـــــوزاء عزهم
داست علـــــــي الظلم والأعداء خيلهم
كانــــــــــوا أباةً وللإســـــــــلام همهم
تحقــــــــق النصر وانساقت لهم أمــــم
تختـــــــــال ولادةٌ في الحــــــب بينهم
موائد في فنـــــــــون الشعـــــر عندهم
يزداد في اللهــــــــو فن الحــــب بينهم
تحكــــــــي ويؤلمني لو ينفـــــــع الندم
بالأعجمـــــــــية عن أمجـــــادهم وهم
يضيفــــــــني ثم يهدينـــــــــي لمجدهم
لمســـــــــت ماخطه الرســــــام والقلم
ساروا لمــــاذا لماذا؟ ياتري انصرموا
ذكراهـــــــــم بقيـــــــــــت لله درهــــم
حضـــــــارةٌ سجلتها الكتـــــب والرسم

 

رد الشاعر “موفق عبد الفتاح
العاني” (عضو إتحاد الأدباء والكتاب العرب) من العراق على قصيدتي قائلا:

شكرا لك على القصائد الجمياة ألتي
أرسلتها وقد أثارت فينا منجاة الأندلس شجونا.. وخاصة في قولك:

 

تحكــــــي الرسوم عن الأجداد قصتهم 

 

تحكــــــــي ويؤلمني لو ينفـــــــع الندم 

 

وأنا أقول لك:

رنا لك القلـب ثم استرســـل القلم

 

والصــــدر بالشوق والأفكار يزدحم

عن أمةٍ دفعـــــت للدين .. بيرقه

 

وفي عموم الــــورى دانت لها الأمم

وأشرق النور في الدنيــا بمولدها

 

وانهار إيـوان كسرى وانتهى الصنم

تقحم الهــــــول فرسانٌ لها نجبٌ

 

خاضوا الغمــــار وما كلّت لهم همم

وأبحــــــروا بسفينٍ دون أشرعةٍ

 

نحو الشـــواطي وموج البحر يلتطمُ

أولاء أهلك يا حبتـــــور تعرفهم

 

سوح الجهــــاد كمـــــا تعرفهم القمم

أحسنت شعرا تناجــي فيه أندلساً

 

أيام كان بهــــــا يزهو لنـــــــــا عَلَمُ

كانوا على قلّةٍ والنصــر مركبهم

 

مشوا على النـــار والأتون يضطرم

دع النداء فلا يرجـــــى لمعضلة

 

شخصا يُنــــادى وفي آذانــــه صَمَمُ

 موفق عبد الفتاح العاني
28/09/2005
أبوظبي